منتديات نور عيني
.. أهلاً بمن أتانا بتحية وسلام ..

.. يريد منا ترحيباً بأحلى كلام ..

.. يريد أن ننرحب به للإنضمام ..

.. إلى مركب أعضاءنا الكرام ..

مع تحيات
منتدى نور عيني..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور عيني
.. أهلاً بمن أتانا بتحية وسلام ..

.. يريد منا ترحيباً بأحلى كلام ..

.. يريد أن ننرحب به للإنضمام ..

.. إلى مركب أعضاءنا الكرام ..

مع تحيات
منتدى نور عيني..
منتديات نور عيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموضــوع : تفسير سورة المائدة الآية : 1.

اذهب الى الأسفل

الموضــوع  : تفسير سورة المائدة الآية : 1. Empty الموضــوع : تفسير سورة المائدة الآية : 1.

مُساهمة من طرف abd الخميس يونيو 03, 2010 9:54 am

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون :
مع الدرس الأول من دروس سورة المائدة ومع الآية الأولى وهي قوله تعالى :


أولاً أيها الأخوة : ترتيب الآيات في السورة الواحدة توقيفي من الوحي ، وترتيب السور فيما بينها توقيفي ، بمعنى أن الله عن طريق جبريل تولى ترتيب الآيات في السورة الواحدة ، وترتيب السور في المصحف ، ذلك لأن هناك ترابط دقيق وعميق بين الآيات في السورة الواحدة ، وبين السور في المصحف ، فحينما جاء في سورة النساء عقود كثيرة كعقد النكاح ، وعقد الصداق ، وعقد البيع ، وعقود أيضاً أخرى ، فجاءت مقدمة هذه السورة أن : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " .
شيء آخر : إن الله سبحانه وتعالى كما أذكر دائماً يخاطب الناس بأصل الإيمان ويخاطب المؤمنين بالتكاليف ، فالتكاليف يخاطب بها المؤمنون والناس يخاطبون بأصل الإيمان .
إذاً حيثما قرأت قوله تعالى : "ياأيها الذين ءامنوا " ينبغي أن تعلم هذا من التكليف وهذا التكليف طبيعي جداً لمن آمن بالله ، يعني طالب في جامعة وعاش مع هذا الأستاذ سنوات عديدة ، وانتقل معه من سنة إلى سنة ، فحينما يأمر هذا الأستاذ بكتابة بحث ، أو مراجعة كتاب ، فهذا الأمر مبني على أن هذا الطالب عرف قيمة أستاذه ، وعرف علمه وعرف حرصه ، وعرف رغبته أن يرقى بتلميذه ، فكل هذه الحيثيات في ذهن الطالب حينما يأمر هذا الأستاذ تلميذه بكتابة هذا البحث أو مراجعة هذا الكتاب أو تلخيص هذا الموضوع أما هذا الأستاذ نفسه لو مشى في الطريق ورأى إنساناً عادياً قد يكون أمياً قال له أكتب البحث الفلاني معك أسبوع كلام ليس له معنى إطلاقاً ، بقلك مين أنت ، من أنت حتى تأمرني ، هذا الأستاذ لا يستطيع أن يخاطب إلا طلابه ، بتفاصيل الأوامر ، لكن الإنسان العادي يقال له هل فكرت في الكون ، هل تعرفت إلى الله ، ألست مسلماً ، ينبغي أن تصلي فدائماً وأبداً الله عز وجل يخاطب الناس بأصول الإيمان ، بأصول الدين .

( سورة الطور ) .
أما إذا خاطب المؤمنين يخاطبهم بالتكاليف ، إذاً شرف كبير أن تكون مشمولاً بقوله تعالى : "ياأيها الذين ءامنوا " بل هناك أبلغ من ذلك ، أن الله سبحانه وتعالى حينما يقول :

( سورة إبراهيم الآية : 31 ) .
هذه الياء ياء النسب ، وقد نسب العباد إلى الله عز وجل ، عبادي .

( سورة الزمر الآية : 53 ) .
هذه نسبة شرف وتكريم ، يعني ما من مرتبة ينالها الإنسان كأي يكون منسوب إلى الله عز وجل ، يعني من باب الاعتزاز أن تقول أن ابن فلان ، أنا من بيت علم فرضاً أنا منسوب إلى العالم الفلاني ، فحينما تنسب إلى خالق الأرض والسماوات ، فهذا أعظم تكريم وتشريف للإنسان " قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ " .

( سورة الفرقان الآية : 63 ) .
هكذا ، بقي شيء آخر " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " . العقود هي التي وردت في سورة النساء ثم إن معنى أوفوا بالعقود تأتي بمعنى آخر أي عقد بينك وبين الله حينما تذهب إلى العمرة أو إلى الحج ، وتقف أمام الحجر الأسعد وتشير إليه وتقول اللهم إيماناً بك وتصديقاً لكتابك وأتباعاً لسنة نبيك يا رب أعاهدك على التوبة النصوح ، يا رب أعاهدك ألا آكل مال حرام ما حييت ، يا رب أعاهدك على غض البصر ما حييت ، يا رب أعاهد على فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين ، يعود إلى بلده وكأن شيء لم يكن ، لذلك قال الله تعالى :

( سورة الأعراف ) .
فشيء مؤلم جداً أن تعاهد الله ثم تنسى ، أن تعاهد الله ثم تخلف هذا العهد ، الله عز وجل كأنه يعاتبنا أو يأمرنا " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " والشيء الذي يهز مشاعر الإنسان قوله تعالى :

( سورة النجم ) .
وفى ما عليه ، يعني رائعاً جداً أن تعاهد الله وأن تبقى عند عهدك .

( سورة الأحزاب ) .
المؤمن لا يبدل لا في الشدة ولا في الفقر ولا في المرض ولا في القلق ، عاهد الله على طاعته ، فهو على عهده قائم في الشدة والرخاء ، في الغنى والفقر ، قبل الزواج وبعد الزواج ، قبل المرض وبعد المرض ، أخذ قراراً مصيراً بطاعة الله عز وجل ، أما هؤلاء المتقلبون الذين يعبدون الله على حرف تارة يقبلون وتارة يعرضون ، تارة يتمسكون وتارة يتفلتون ، هؤلاء في مرتبة دنيا ، حينما قال الله عز وجل :

( سورة القلم ) .
يعني هو في الأعماق ، ورائع جداً أن تكون في الأعماق ، لا تتأثر لا بحدث ولا بمصاب ولا بفقر ولا بغنى ، راض عن الله عز وجل .
والله وإن فتتوا في حبهم كبدي باق على ودهم راض بما فعلوا
هؤلاء الذين تساق لهم الشدة ويصبرون هؤلاء عند الله في أعلى مكان ، أنظروا عبدي ترك شهوته من أجل ، يعني معظم الناس في الرخاء يشكرون الله ، لكن الشدة تفرزهم إلى مؤمن وإلى ضعيف الإيمان ، والأحداث الأخيرة كأنها فرزت بعض الناس فحينما لم تتحقق ما كان المسلمون يصبون إليه ، وأصبحت حالة الإحباط منتشرة بين المسلمين ، هناك من ترك الصلاة ، هو يصلي إذا في انتصار ، ثم لا يصلي إن لم يحقق هذا الانتصار ، هؤلاء الذين يعبدون الله على حرف ، فالعقود هي العقود مع الله ومن أدق معاني العقود أن الله حينما أمرك بالعبادات هي عقود إيمانية ، وحينما أمرك بالصدق هي عقود تعاملية ، وحينما أمرك ببعض الأوامر الأخلاقية هي عقود أخلاقية ، فأنت مكلف أن تفي بالعقود الإيمانية والعقود التعاملية والعقود الأخلاقية ، وكل أمر في القرآن الكريم يعني عقداً بينك وبين الله ، ينبغي أن توفيه ، وكل نهي في القرآن الكريم يعني عقد بينك وبين الله ينبغي أن تبتعد عنه ، وكل دعوة من الله عز وجل إلى عمل صالح هو عقد مع الله ينبغي أن تفعله ، وقد قال الله عز وجل :

( سورة البقرة الآية : 245 ) .
أريتم إلى هذه الآية كأن الله سبحانه وتعالى يقول أقرضوني يا عبادي ، أقرضني معالجة هر أصابه حادث ولا أحد يهتم به ، إنك إن أخذت هراً إلى طبيب بيطري وعالجته أقرضت هذا لله عز وجل ، أقرض الله عملاً صالحاً تبتغي به وجه الله عز وجل .
فيا أيها الأخوة :
" أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " يعني نفذوا هذه العقود ، أما أوفوا هذا الفعل ثلاثي لكنه غير مستعمل كثيراً وفى ، ورد منه اسم تفضيل على وزن أفعل .

( سورة التوبة الآية : 111 ) .
إلا أن الفعلين اللذين يستخدمان في اللغة فعل وفى :

( سورة النجم ) .
وفي فعل أوفى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " وما من صفة ترقى بالإنسان كالوفاء بالعهد والعقد ، وما من صفة تحطمه وتلغي إنسانيته كأن يتنكر لعقوده ولوعوده يعني مرةً سمعت تصرحاً لمستشارة لدولة كبرى تقول من يلزمنا أن نفي بعهودنا ومواثيقنا .
أنت حينما تشعر بقوتك وتلغي عهودك ومواثيقك أنت لا تنتمي إلى بني البشر والوفاء بالعهد أو العقد من أرقى الصفات الأخلاقية .
اذكر أن إنساناً عرض بيته للبيع فجاء من يشتريه بمبلغ ، ولحكمة أرادها الله عز وجل بعد حين جاء من يدفع له ثلاثين بالمئة زيادة عن هذا المبلغ فالذي اشترى البيت بلغه أن فلان عرض على صاحب البيت هذا المبلغ فأيقن يقيناً قطعياً أنه لن يبيعه البيت ، بحسب أخلاق الناس الآن ، جاء وقت تنفيذ الوعد وكتابة العقد فذهب إليه ومعه المبلغ الأول ، استقبله بترحاب ، وكتب العقد ووقعه ، وهو يعلم علم اليقين أن زيداً دفع له ثلاثين بالمئة من ثمن البيت ، بعد أن وقع العقد ونقضه المبلغ ، قال له لي عندك سؤال ، ألم يعرض عليك ثمن أعلى ؟ قال نعم ولكني لا أبيع ديني .
هكذا كانوا المسلمون ، يوفون بعهودهم ومواثيقهم ، وعندئذِ يرفعهم الله عز وجل أما حينما نقلد التائهين ، نقلد الشاردين ، ونتنكر لعقودنا ومواثيقنا ولا نعبأ بها بقي الدين اسماً والقرآن رسماً ، وانتهى المسلمون وسقطوا من عين الله عز وجل ، ولأن يسقط الإنسان من السماء إلى الأرض أهون من أن يسقط من عين الله ، فإذا عقدت عقداً ينبغي أن تنفذه ، وإذا عاهدت عهداً ينبغي أن تنفذه ، وهذا يرفعك عند الله عز وجل ، والدنيا تذهب وتأتي ، ولكنك إذا سقطت من عين الله لن تستطيع أن تفعل شيئاً بعد ذلك يقربك من الله عز وجل إلا أن تتوب توبة نصوحة وأن تعاهده ثانية على الوفاء بالعهد " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " .
إذاً العقود هي بينك وبين الله ، وقد توسع المفسرون بفهم كلمة العقد ، فعبادات أمرت بها كالصيام والصلاة والحج والزكاة ، هي عقود إيمانية أمرك الله بها ، والأوامر والنواهي التعاملية أمرك الله بها ، كالصدق والأمانة والعفو والإنصاف والعدل والرحمة والعفو وحينما تتخلق بأخلاق رسول الله هذه عهود أخلاقية أمرك الله بها ، أنت مع عقود الله وعهوده وأحياناً قد تبرم عقداً مع إنسان هذا العقد مع الإنسان ينبغي أن تنفذه ، لذلك المؤمن لا يتسرع بتوقيع العقد ، أما إذا وقع انتهى ، وفي القضاء الإنسان مأخوذ بإقراره ، وهبتك وهبتك انتهى الأمر ، أعطيتك أعطيتك ، بعتك بعتك ، وكان السلف الصالح يتغنون بوفائهم للعقود بينما الجيل المعاصر يفتخر بأنه نقضى عهده ولم ينفذ هذا البيع ، هذا الذي يرفع الإنسان عنده الله العهد الذي بينك وبين الله ، والعهد الذي بينك وبين الناس ، وكلا العقدين واجب التنفيذ وربنا عز وجل يقول : " وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى " هو قدوة لنا العقد يبدو غير معقول .

( سورة الصافات الآية : 102 ) .
ومع ذلك وضعه وتله للجبين ، والله جل جلاله فداه بذبح عظيم لكن بلغ إلى أعلى مستوى يبلغه إنسان ، وأنت حينما تفي بوعدك ، وتنفذ عهدك لك عند الله مقام كبير ، وحينما تتنكر لعهدك وعقدك تسقط من عين الله .
سمعت قصة أن امرأة خطبت من شاب ، هكذا سمعت ، من شاب مؤمن يعمل مهندساً في بلد نفطي ، وتمت الخطبة وعقد العقد وانتهى كل شيء ، وهناك رسائل واتصالات هاتفية بين الخاطب وبين مخطوبته ، وهي زوجته بعد العقد ، جاء من يخطبها وهو غني كبير ماذا فعلت الأم ؟ أمرت ابنتها أن تقطع اتصالها بخطيبها وزوجها وأرسلت الهدايا إلى بيت أهل الخاطب وكانت قطيعة بين الزوجة وبين الزوج ، وقيل له لا بد من تطليقها لا نريدك فلما رأى إصرارهم طلقاها ، أعطيت لهذا الخاطب الغني ، ولحكمة أرادها الله عز وجل هذا الغني طلقها ، ثم تزوجت ثالثاً وطلقها ، وهي في هذا الوقت عانس تعيش مرارة العنوسة لأنها طمعت بالمال وكانت أداة بيد أمها .
فالوفاء بالعهد والعقد صفة في الإنسان رفيعة ، لا يعلم إلا الله كم لصاحبها من مكانة عند الله عز وجل ، فالإنسان يعيش بسمعته ، يعيش بأخلاقه ، يعيش بدينه ، عند الله محمود وعند الناس محمود ، ومن ألطف ما فسره المفسرون لكلمة محمود محمود عندك أنت محمود عند نفسك ، ومحمود عند الله ، ومحمود عند الناس ، إذا كنت وفياً بالعقود والعهود .
سمعت قصة ثالثة مفيد جداً أن نتابع هذا الموضوع شابان كانا على مقعد دراسة واحد ، الأول صار من كبار تجار البناء ، والثاني بقي ذا دخل محدود عنده دكان صغيرة يرتزق منها ، لما كبرا الثاني الفقير أراد الزواج ليس عنده بيت ، فذهب إلى صديقه الذي كان معه على مقعد الدراسة ورجاه أن يؤجره بيتاً من بيوته ، تاجر عمار كبير ، قال له بلطف بالغ والله أنا لا أؤجر البيوت أنا أبيعها فقط ، فاعذرني ، ألح عليه ثانية فاعتذر ، ألح عليه ثالثة فاعتذر ، قال له مرة عهداً لله إن أجرتني بيتاً وجاء من يشتريه أسلمك إياه في يوم واحد يبدو أن الصديق الثاني صدقه ورقت نفسه وأسكنه هذا البيت في أحد أرقى أحياء دمشق وكانت أسعار البيوت متدنية جداً ، بعد أربع سنوات جاء من يشتري البيت برقم فلكي ارتفعت الأسعار ، فجاء صاحب البيت وطرق باب صديقه المسلم ، الأول غير مسلم ، قال له أين عهدك ؟ أنت وعدتني أن تخرج بيوم واحد ، أنا أعطيك مهلة ستة أشهر ، فما قولك ؟ قال له حاضر ، بعد يوم واحد يفاجئ صاحب البيت أن هذا الصديق الذي استأجر بيته طرق الباب وقدم المفتاح ، بعد يوم ، وقد منحه ستة أشهر ، لم يصدق ، انطلق إلى البيت فإذا البيت في أعلى درجة نظيف الحاجات كلها صحيحة ، كل الوسائل التي أعطاه إياها سليمة ، فسأل القصة دقيقة جداً ، لما فتح الباب ودخل وخرج فتح الجيران الباب وسألوه كم دفعت له من المال حتى خرج ؟ قال والله ما دفعت له شيئاً ، إلا أنه وعدني ووفى بعده ، قالوا عجيب باع كل أثاث بيته في سوق في الشام بأبخس الأثمان وسكن مع أهله في فندق ، قال هكذا ‍‍ ؟ قال والله هكذا ، فذهب إليه لأنه قال له عهد الله علي أن أسلم البيت بعد يوم من طلبك إياه ، هذا الرجل كبر عنده هذا العمل ، هذا عمل بطولي ، فالتقى به في الفندق وأقسم له بكل ما يؤمن أنه يعود إلى البيت وقد باعه إياه بثمن البيت يوم سكنه ، وفي ابخس الأسعار ، وأن كل الأجر الذي دفعه من ثمن البيت ، والأثاث تكفل أن يؤسس له أثاثاً جديداً ، هذه القصة وقعت في دمشق .
هذا وفاء العهد ، كان في دمشق أكثر من 700 ألف بيت مغلقة لا تؤجر لأن هناك أزمة ثقة بين الناس ، يسكن البيت ويقسم بأبلغ الأيمان ثم يتحكم بالبيت ولا يعبأ بشيء ولا يخرج ولا بأية وسيلة ، فالمشكلة أيها الأخوة بيننا مشكلة ثقة ، فإذا كان المسلمون عند عهودهم ومواثيقهم والله تحل آلاف المشكلات ، والله تحل كل المشكلات .
بلغني أنه في بلد غربي تقليد رائع لك مثلاً تعويض عشرة آلاف ، وأنت بحاجة ماسة إليه فتأتي إلى المحاسب وتوقع توقيعاً خاصاً اسمه توقيع شرف أن لك هذا المبلغ وتقبضه والمعاملة تمشي على الرخاء ، يعني هذا التوقيع مقدس ، إذا وقعته معنى ذلك أنك صادق بالمئة مئة ، تحل بهذا التوقيع كل المشكلات .
أحياناً الإنسان يدفع ثمن باهظ كبير لتعقيد في المعاملات ، أما إذا كان هناك صدق وأمانة والله الحياة مع الناس جنة ، والله ، أما الآن من ضعف دين الناس ، وضعف وفاءهم بعقودهم وعهودهم ومواثيقهم ، كل إنسان لغم لا تعرف متى ينفجر ، يعني إذا ما وقعت ووثقت وبكاتب العدل ومع ذلك تخضع لمحاكمة قد تطول عشر سنوات ، مع التوثيق والشهود والعقود والعهود والتسجيل ، الحياة مع المتفلتين جحيم لا يطاق ، والله في زحمة أزمة السكن الحادة التي ينتج عنها أن إنسان سكن بيتاً لا يخرج منه مهما كلف الأمر ، مهما كان ديناً انتهى هذا البيت ملكه .
أعرف رجلاً أعطى بيتين لمؤمنين والقوانين كلها مع المستأجرين بعد سنتين طلب البيتين فأخذ البيتين بكلمة واحدة ، أريد البيت ، تفضل ، هذا العهد .
بيت فارغ ، كم بيت قبل قانون الإيجار الأخير مغلق ، 700 ألف بيت في دمشق مغلق لا تعطى لأحد ، لأن هناك أزمة ثقة بين الناس ، حينما قال الله عز وجل " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " والله الذي لا إله إلا هو أنت حينما تفي بعهدك وتنفذ العقد الذي بينك وبين مسلم تشعر برضا الله عز وجل .
لي جار هنا في الحي كان يحضر عندنا ، يعني له مكانة كبيرة ، وله عمل رسمي بأعلى مستوى ، انتهت مدة خدمته ، محمي ، موظف ، يقول صاحب البيت طرق بابه هذا المفتاح جزاك الله خيراً ، كاد توازن صاحب البيت يختل ، معقول من دون سبب ، من دون ثمن ، من دون فروغ ، من دون أن تستعصي بالبيت أبداً ، هذا بيتك ، وهذا المفتاح ، ولك الشكر .
الحياة مع المؤمنين جنة والله أيها الأخوة ، لأن المؤمن يفي بعهده ، ويحترم وعده ووعد الحر دين ، والوفاء بالعقد عمل عظيم ، وتنفيذ العهد عمل عظيم ، والله عز وجل يقول " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ .
الآن نوقع ألف عقد إذا الأسعار ارتفعت كل هذه العقود تصبح باطلة ، يقول لك لا أطوب إلا بمئة ألف ، طيب ألم نتفق على السعر ، والبيت انتهى ، لم تدفع شيئاً بعد ذلك يقول لك الأسعار غليت ، إن لم تدفع لي مئة ألف .
والله سمعت قصة أنا أروي بعض القصص في هذا الدرس لأنه الآية واحدة أما تحتاج إلى اغناء ، إنسان أظنه صادقاً عند الله وأظنه شريفاً عمر بناء ضخم جداً في أحد أحياء دمشق ، والبناء يزيد عن مئة وحدة سكنية ، وباع البيوت كلها ، قبل 23 عاماً ، هناك عقبات إدارية حالت بين صاحب هذا المشروع وبين تسليم البيوت لأصحابها في السجلات الرسمية هم ماذا ظنوا ، ظنوا كبقية تجار العقارات ، أنه لا يسجل إلا بمبلغ كبير ، لكن الفرق ما هو بيت بيع بخمسة عشر ألف ليرة ثمنه الآن خمسة مليون ، قصة قديمة جداً كان الثمن رخيص جداً ، هم توهموا وغلب على ظنهم أنه لا يسجل لهم إلا ليأخذ مبلغاً ضخماً ، واحد بيته بخمسة عشر مليون وجد أنه إذا دفع مليون وطوبه هو الرابح والله الذي عرض عليه هذا المبلغ أحد أخوتنا ، له بيتين لابنه بيت ولصهره بيت ، عرض على هذا الإنسان تقريباً مئة مليون كي يطوب هذا المشروع ، مباع من 23 سنة 12 ـ 15 ـ 30 ألف البيت ارتفع مئة ضعف ، فقال هذه الكلمة قال والله أنا ليس لي عندكم شيء ، أنا بعتكم البيوت بأسعارها الصحيحة وربحت عليكم وليس لي عندكم شيء ، وأنا حينما يتاح لي فرصة أسجلها لكم إنسان ركل بقدمه مئة مليون ، لأن هذا المبلغ ليس له حق فيه أبداً ، باعهم وربح منهم وقبض الثمن كاملاً ، هل تظن هذا الإنسان بكل ، لا ليس بطل ، هذا إنسان عادي ، ومن أخوتنا هو لكن لأن العمل الصالح نادر جداً أصبح ، والاستقامة نادرة جداً كأنه أصبح بطل ، هو ليس بطلاً ، لأنه قال أنا ليس لي عندكم شيء ، أنا بعتكم وقبضت الثمن وربحت عليكم وليس لي عندكم شيء ، وبعد شهرين فيما أعلم سجل كل هذه البيوت لأصحابها بعد أن زالت العقبات .
هذا المؤمن أخوانا الكرام ، هذا هو المؤمن ، وفي مؤمنون معاصرون ينفذون عقودهم ومواثيقهم ، ولا يعبئون ولا بقرار ، أحياناً القرار يحميك لكن من يحميك في القبر في الحياة الدنيا هناك بعض القوانين تحمي بعض الناس ، لكن من يحمي الإنسان في القبر لمَ فعلت هذا .
أخوانا الكرام :
أنا أتمنى دائماً أن تسأل نفسك إذا عملت عملاً هل هيأت لله جواباً لو سألك ، أنا أقول لكم البطل هو الذي يهيأ لله يوم القيامة جواباً عن كل عمل يعمله ، قد تستطيع أن تتحكم بالآخرين لأن القوانين إلى جانبك ولكن من يحميك من الله عز وجل ؟
أنا لا أنسى كلمة قالها الحسن البصري لوالي البصرة حينما كان زائراً عنده جاءه توجيه من يزيد بن معاوية يبدو أن هذا التوجيه فيه ظلم شديد ، فإذا نفذه أغضب الله عز وجل ، وإذا لم ينفذه أغضب الخليفة وربما أزاحه من مكانه ، وقع في حيرة شديد ، وكان عنده الحسن البصري ، قال يا إمام ماذا أفعل ؟ قال كلمة والله أتمنى على كل واحد منكم أن يجعلها شعاراً له ، قال له إن الله يمنعك من يزيد ولكن يزيد لا يمنعك من الله .
أنت حينما تشعر أن القوانين إلى جانبك وساق الله لهذا الإنسان مرضاً خبيثاً ماذا يفعل ، ما قيمة المال عندئذٍ .
مرة كنت عند طبيب قلب ، وجاءه اتصال هاتفي وسمعت المكالمة جهاز قديم صوته عالي جداً ، قال له أي مبلغ ندفعه وإلى أي مكان نذهب به ، قال له والله ما في أمل السرطان من الدرجة الخامسة ، ما في أمل .
فإذا ساق الله للإنسان شدة وكان قد اخلف وعوده ومواثيقه ، أناس كثيرون اغتصبوا شيئاً ليس لهم ، ودخلوا مع أصحاب هذا البيت محاكم سنوات طويلة ، ثم صدر حكم لصالحهم لأن القانون معهم ، والله بعد الحكم بيومين وافته المنية ، ولم يستمتع بالبيت .
أحياناً الإنسان يعمل عمل يلعنه الله والملائكة والناس أجمعين ، فأنا أتمنى عليكم آية قصية جداً " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " نفذ وعدك ، نفذ عهدك ، حتى مع الصغير ، تعال هاك ، قال النبي الكريم لأحدى قريباته ، ماذا أردت أن تعطيه ، قالت تمرة في يدي ، قال أو إنك لو لم تفعلِ لعدت عليكِ كذبةًَ .
لي قريب مقيم بأمريكة جاء زائراً قبل سنوات له ابن صغير جداً ، جدته ، لعب كثيراً وشوش على الناس كثيراً ، قالت له اجلس مساء آخذك إلى مكان جميل ، قام جلس وسكت ، مساء ما في شيء كله كذب بكذب قال لها أنت واحدة كذابة ، هذا الطفل الصغير انتبه لو طفل صغير ، إن وعدته ينبغي أن توفي له ، أبداً .
أحد علماء الحديث جاء من المدينة إلى البصرة ليتلقى حديثاً من إنسان رآه يرفع ثوبه ليوهم فرسه أن في ثوبه علفاً ، فلما وصلت إليه قبض عليها وأرخى ثوبه ، فعاد إلى المدينة ، هذا الذي يكذب على الفرس لا يمكن أن آخذ منه حديثاً عن رسول الله .
لكن بالتعبير العامي المؤمن شغلة كبيرة كثير ، المؤمن أخلاقي ، وعدَ وعد انتهى .
أيها الأخوة :
ما أتمنى إلا أن تنقلب هذه الآية ، أن تترجم إلى سلوك " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ " نفذ العقد لكن كن دقيقاً قبل كتابة العقد ، يعني بالتعبير التجاري شطارتك قبل العقد لا بعد العقد ، كل شطارتك وذكاءك قبل العقد ، لكن بعد العقد بعد ما وقعت انتهى كل شيء ، لذلك العوام يقولون ألف قلبة ولا غلبة ، هؤلاء العوام الشياطين ، أما المؤمنون ألف غلبة ولا قلبة ، هكذا .
و الحمد لله رب العالمين
abd
abd
عضو
عضو

عدد المساهمات : 95
نقاط : 284
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/05/2010
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى