منتديات نور عيني
.. أهلاً بمن أتانا بتحية وسلام ..

.. يريد منا ترحيباً بأحلى كلام ..

.. يريد أن ننرحب به للإنضمام ..

.. إلى مركب أعضاءنا الكرام ..

مع تحيات
منتدى نور عيني..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور عيني
.. أهلاً بمن أتانا بتحية وسلام ..

.. يريد منا ترحيباً بأحلى كلام ..

.. يريد أن ننرحب به للإنضمام ..

.. إلى مركب أعضاءنا الكرام ..

مع تحيات
منتدى نور عيني..
منتديات نور عيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموضــوع : تفسير سورة المائدة الآية : 2 .

اذهب الى الأسفل

الموضــوع  : تفسير سورة المائدة الآية : 2 . Empty الموضــوع : تفسير سورة المائدة الآية : 2 .

مُساهمة من طرف abd الخميس يونيو 03, 2010 9:56 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون :
مع الدرس الثالث من دروس سورة المائدة ومع قوله تعالى :

أيها الأخوة :
بادئ ذي بدء إن كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك ، أي أمر يقتضي الوجوب ، وأي نهي يقتضي الترك ، إلا إذا كان أمر تهديد كقوله تعالى :

( سورة الكهف الآية : 29 ) .
فليكفر لام الأمر ، هذا أمر تهديد ، أو إذا كان أمر إباحة .

( سورة البقرة الآية : 187 ) .
أو إذا كان أمر ندب .

( سورة النور الآية : 32 ) .
أما إن لم يكن هناك ندب ولا إباحة ولا تهديد فالأمر يقتضي الوجوب ، وكيف أن الله أمرك أن تصلي والصلاة فرض ، لأن الله أمرك أن تصلي ، في قوله تعالى :

( سورة طه الآية : 14 ) .
كذلك الأمر بالتعاون فرض ، أمر يقتضي الوجوب ، وتعلمون أيها الأخوة أن في الإنسان طبعاً ومعه تكليف ، وبديهي أن الطبع يتناقض مع التكليف ، فإذا
أمرك الله أن تصلي الصلوات الخمس وأول هذه الصلوات صلاة الفجر ينبغي أن تستيقظ وجسمك يطلب أن تبقى نائماً ، فهناك تنتقض بين الرغبة في النوم والاستياقظ لصلاة الفجر وكما أن الله أمرك أن تغض البصر والنفس تميل إلى إطلاق البصر ، فهناك تناقض بين الطبع وبين التكليف ، وهذا التناقض بين والطبع وبين التكليف هو ثمن الجنة ، وكيف أن الله أمرك أن تنفق المال والطبع يقتضي أن تأخذه وهذا التناقض بين الطبع وبين التكليف هو ثمن الجنة وكيف أن الله أمرك أن تتعاون والطبع يقتضي الفردية ، أن تؤكد فرديتك ، أن تؤكد ذاتك أن تعيش وحدك ويموت الناس ، فالإنسان مكلف أن يتعاون وطبعه فردي ، لذلك بقدر طاعتك لله تتعاون ، وبقدر معصيتك له تكون فردياً ، والمجتمعات الجاهلية مجتمعات فردية ، الأنا مسيطرة ، والمجتمعات الإسلامية مجتمعات تعاونية ، مصلحة المجموع تغلب فردية الفرد .
أول شيء أيها الأخوة أن فعل تعاونا أمر ، وهذا أمر يقتضي الوجوب ، وأن التعاون تكليف ، يناقضه الطبع الفردي ، فأنت حينما تقوم لتصلي وجسمك يميل إلى الراحة حينما تغض البصر وأنت تميل إلى إطلاق البصر ، حينما تغالب النوم وتستيقظ لتصلي هذا الذي هو عند الله ثمن الجنة ، قال تعالى : " وَتَعَاوَنُوا " أما كلمة وتعاونوا فعل أمر من عاونَ عاون على وزن فاعل ، صيغة مشاركة ، وفي اللغة العربية صيغ المشركة من أبرزها وزن فاعل ، كقاوم وقاتل ودافع ، يعني الفاعل يكون تارةً فاعل وتارةً مفعول به ، لماذا الأمر بالتعاون ، لمَ لم يقل أعينوا ، أعينوا الفعل من طرف واحد ، لكن شاءت حكمة الله أن تتقن شيئاً في حياتك ، وقد تتقن شيئين أو ثلاثة ، لكن هذا الشيء الذي تتقنه محدود وأنت بحاجة إلى مليون خبرة ، تتقن واحدة ، أوضح مثل هذا الرغيف الذي تأكله صباحاً ، اشتريته من البقال ، البقال جاء به من الفرن ، الفرن في الليل عجن الطحين ، وخمر العجين ، ورقى الأرغفة ، ووضعها في الفرن ، هذا الطحين جيء من المطحنة ، المطحنة أخذت القمح وغسلته ، وهيأته ، وطحنته ، والمطحنة جاءت بالقمح من الفلاحين الذين زرعوه ، لو عددت الذين ساهموا في هذا الرغيف الذي تأكله صباحاً ، وفي طبق الطعام ، هذه المداجن الكثيرة التي تأتي بالفراخ وتربيها ، وتعتني فيها ، تدفئها ، تطعمها ، تعالجها من أمراضها ، أنت بحاجة إلى مليون خبرة ، وحاجة ، تتقن حاجة واحدة ، من أجل أن ترتدي ثياباً هناك معامل للقماش ، هناك معامل أصبغة لصبغ القماش ، هناك معامل لغزل الخيطان ، هناك من يحصد القطن ، ثوب تلبسه يدخل في آلاف الأشخاص ، من أجل أن تعالج ابنك عند الطبيب هذا الطبيب درس 30 سنة ، علم التشريح ، وعلم الفزيولوجيا ، وعلم الأمراض ، وعلم الأدوية ثم التدريب العملي ، ثم جاء بالدبلوم ، ثم ماجستير ، ثم دكتورا ، ثم بورد ، درس 30 ـ 35 سنة حتى يستطيع أن يقول لك أعطي ابنك هذا الدواء ، فالطبيب أتقن شيء ، ومعلم ابنك في الرياضيات درس سنوات طويلة حتى أتقن الرياضيات ، وعلمه المعادلات والجبر والهندسة وما إلى ذلك ، وأستاذ الجغرافيا ، وأستاذ التاريخ ، وأستاذ الفلسفة ، وأستاذ اللغة العربية ، ثم الكليات المتنوعة في الجامعة ، ثم من أجل أن تنتقل تحتاج إلى مركبة وهذا المعمل للمركبات عمره مئة عام ، كل سنة فيه تحسين ، فشبكة العلاقات العقل لا يصدقها ، 6000 مليون إنسان كل إنسان يتقن شيء ويسهم بشكل أو بآخر في تقديم هذه الحاجة ، أنا حينما تشرب كأس من الشاي هل تدري أنه لولا أن البحار تدفع الأجسام إلى الأعلى لما كان هناك سفن ولا كان هناك ملاحة في البحر ، بواخر تحمل آلاف الأطنان من الشاي تنقله من الهند إلى الشرق الأوسط ، هذه البواخر الضخمة العملاقة بعضها يحمل مليون طن كيف صنعت ؟ من صممها كيف وقودها ، كيف خطط لها ، أنت فكر بكل شيء تستخدمه ، أحياناً ترتدي قميص هذا الزر الذي خيط معه معامل أنشأته ، هذا المقص الذي تقلم به أظافرك معامل صنعته هذه الشفرة التي تستخدمها أحياناً ، هذه الفرشاة التي تصنعها ، معامل ، يعني أنت أمام مليون مليون مليون حاجة وسمح الله لك أن تقن حاجة أو أكثر ، فأنت مقهور أن تكون مع أخيك ابنك يحتاج إلى مدرسة ، وانتقاله يحتاج إلى مركبة ، والمدرسة يحتاج إلى من ينظف هذه المدرسة وإلى من يعلم ، وإلى من يدير المدرسة ، وإلى من يراقب ، ويحتاج الطفل إلى شيء يأكله في النهار ، إذاً هناك من يبيعه الطعام ، يحتاج شيء يعينه على استذكار الدروس يحتاج إلى آلة حاسبة فرضاً ، أو إلى أجهزة كثيرة .
إذاً : " حينما قال الله عز وجل " وتعاونوا " يعني التعاون قدر أولاً ، شئت أم أبيت إن لم تتعاون لا تعيش في الحياة ، لكن شاءت حكمة الله أن يكون هذا القهر في الاجتماع طريقاً إلى الجنة ، أنت من خلال وجودك مع البشر يمكن أن تكون صادقاً ، كما يمكن أن تكون كاذباً ، يمكن أن تكون مخلصاً ، كما يمكن أن تكون خائناً ، يمكن أن تكون متقناً ويمكن أن تكون غير متقن ، يمكن أن تفي بوعدك ، أو لا تفي ، يمكن أن تنجز عهدك ، أو لا تنجزه ، فأنت مقهور بوجوك مع البشر ، ولا يستطيع واحد في الأرض أن يعيش وحده لذلك في بالإسلام عبادات جماعية ، أنت حينما تصلي بالمسجد صلاة الجماعة تفوق صلاة الفرد بسبع وعشرين ضعفاً ، والحج جماعي ، والصيام جماعي ، والصلاة جماعية وأحاديث كثيرة جداً تأمرك أن تكون مع المجموع .
" عَلَيْكُمْ بِالْجَماعَةِ ، وَإِيّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ، فَإِنّ الشّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ " .
[ رَوَاهُ ابنُ المُبَارَكِ عن محمدِ بنِ سُوقَةَ ] .
" فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " .
[ رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن ] .
أمرك أن تتعاون ، والتعاون فعل مشاركة يعني تعينه ويعينك ، تقدم له خدمة ويقدم لك خدمة ، تنصحه وينصحك ، تمنحه ويمنحك ، تعطيه خبرتك ويعطيك خبرته ، يعني أوضح مثل الإنسان يشعر بالاضطراب في صحته يذهب إلى الطبيب ، في هذا الموقف هو أدنى من الطبيب ، وقد يذهب إنسان بمنصب رفيع جداً يشكو ألماً في قلبه يقف أمام الطبيب وهو متأدب ، لأن الطبيب في هذا الموقف أعلى من المريض ، الطبيب نفسه يسمع صوتاً غريباً في مركبته فيذهب إلى الميكانيكي ، ويقف بأدب ويسأله ألهذه المشكلة حل ، أم لا بد من تغيير المحرك ، في هذا الموقف الطبيب دون الميكانيكي ، فأنت في النهار الواحد مئات المرات دون إنسان وفوق إنسان ، باختصاصك أنت فوق ، بغير اختصاصك أنت تحت أحياناً تمسك تخطيط قلب أنت عالم كبير ودارس عقيدة وفقه ومواريث وعلم تفسير وعلم حديث وفقه مقارن وتاريخ التشريع الإسلامي وعندك فلسفة عميقة جداً تعطى تخطيط قلب فلا تفهم منه شيئاً ، أمي ، أنت أمام هذا التخطيط أمي ، والذي معه أعلى شهادة بأمراض القلب أمام آية أمي ، يقول لك ما معنى هذه الآية يا أستاذ ، حرت في معنى هذه الآية .
فكل إنسان باختصاصه أستاذ ، بغير اختصاصه طالب علم ، أو أمي قد يكون هكذا شاءت حكمة الله أن تكون الحياة متشابكة ، لكن وأنت مقهور أن تكون في مجتمع ينبغي أن تكون صادقاً ليكون الصدق سبب دخول الجنة ، ينبغي أن تكون متقناً ليكون الإتقان سبب دخول الجنة ، ينبغي أن تكون أميناً لتكون الأمانة سبب دخول الجنة ، ينبغي أن تكون مخلصاً ليكون الإخلاص سبب دخول الجنة ، فهذه القيم التي جاء بها الدين هي الدين .
" كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقة وأمانته وعفافه فدعانا
إلى الله عز وجل لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان ـ الآن دققوا ـ وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء " .
[رواه أحمد ورجاله غير إسحاق ] .
أنت مقهور أن تكون مع المجموع ، شئت أم أبيت ، أحببت أم كرهت ، فبين أن يكون هذا المجتمع طريقاً إلى الجنة وبين أن يكون هذا المجتمع طريقاً إلى النار ، أنت بلقاءك مع الناس إما أن يكون هذا اللقاء وهذا التعاون وفق منهج الله سبباً لدخول الجنة وإما أن يكون هذا التعامل مع الناس سبباً لدخول النار ، فهذا الذي يعتدي يأخذ ما ليس له يكذب ، يدلس ينافق ، يشتم ، يوقع الأذى بالآخرين ، هذا يمشي في دركات النار ، وهذا الذي يصدق ويؤتمن ، ويحسن ، وينصح ، هذا في طريق الجنة ، فالله عز وجل يقول : " وتعاونوا " لأنني أردتكم أن تكونوا مجتمعين .
الشيء الدقيق أيها الأخوة : أن هذا التعاون ليس بين المؤمنين فقط ، المطلق في القرآن على إطلاقه ، ممكن تتعاون مع أي إنسان ، فالتعاون شيء والود شيء آخر ، ودك محبتك للمؤمنين ، لكن تعاونك مع كل الخلق .

( سورة التوبة الآية : 7 ) .

( سورة الممتحنة الآية : 8 ) .
فأنت مكلف أن تتعاون مع كل الناس ، وعلاقات العمل لا شائبة فيها ، ما دام العمل منضبط بالمنهج الإلهي ، وما في مخالفة شرعية لك أن تتعامل مع أي إنسان ، مع المسلمين ، ومع غير المسلمين ، بل إنك إن تعاملت مع غير المسلمين ولم تكن عادلاً معهم وقعت في إثم كبير ، لأن الله عز وجل يقول :

( سورة المائدة الآية : 8 ) .
مع من ؟ مع من تكرهونهم ، ولا يحملنكم بغض قوم " عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا " العدل فوق الجميع ، يجب أن تعامل كل الناس بالعدل .
يا أمير المؤمنين قاتل أخي سيدنا عمر ، سيدنا عمر له أخ قتله إنسان في الجاهلية ثم أسلم ، انتهى ، قال له أتحبني ؟ قال له والله لا أحبك ، ما في مجاملات هنا ، قال له هل يمنعك بغضك لي من أن تعطيني حقي ؟ قال لا والله ، لا يمكن أن أمنعك حقك .
فالمسلم منفتح ، المسلم متعاون مع كل الناس ، هذا أمر موجه لكل البشر ، لا للمسلمين فقط " وتعاونوا " يعني سكان بلدة فيها أديان عدة فرضاً ، المفروض أن يتعاونوا لصلاح هذه البلدة ، لتأمين فرص العمل ، لتأمين مصالح الناس ، تأمين أغذيتهم مساكنهم هذا مندوب أيضاً " وتعاونوا " الود والحب شيء آخر ، الود والحب للمؤمنين ، لكن التعاون لجميع الناس " وتعاونوا " فالإنسان أحياناً يضيق أفقه ، ولجهله بأحكام هذا الدين لا يتعاون إلا مع المؤمنين ، طبعاً إذا قادني التعاون مع غير المؤمنين إلى معصية ممنوعة المعصية ، أنت تمتنع لا عن التعاون تمتنع عن المعصية فقط ، أما لو أن التعاون وفق منهج الله ، يعني لو أن بلدة بحاجة إلى مشروع وفتح باب للتبرع ، ما الذي يمنع أن تسهم مع كل سكان هذه البلدة في إنشاء هذا المشروع الحيوي ، هذا ضمن الدين ، والنبي عليه الصلاة والسلام حضر حلف الفضول ، وحلف الفضول حلف ليس إسلامياً لكنه حلف يقوم على تحقيق العدل للمجتمع بأكمله ، هذه العقلية لو ملكها المسلمون لكانوا في حال غير هذه الحال ، يعني أن يكون في الحياة مسلم وغير مسلم هذا واقع ، وهذا الغير مسلم مادام في قواسم مشتركة ، مادام هناك وسائل منهجية شرعية ينبغي أن نتعاون .
قال تعالى : " وتعاونوا " على ماذا ؟ هنا المشكلة ، هذا الكلام كله عن التعاون هذا الكلام كله عن معنى التعاون ، فعل أمر ، وأمر يقتضي الوجوب ، والمطلق على إطلاقه والصيغة مشاركة ، تعينه ويعينك ، لكن على ماذا أتعاون ؟ عرف من المتعاون ، الأمر موجه إلى المسلم ، ومن الذي ينبغي أن تتعاون معه لكل الناس ، والفعل مشاركة ، لكن على ماذا قال : " على البر" ما هو البر ؟ البر بتعريف النبي صلى الله عليه وسلم التعريف الجامع المانع " البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس" طبعاً إضافة الماء للحليب لا تكون أمام الشاري ، مستحيل ، تكون في غرفة سرية ، إضافة الماء للحليب تكون بمكان بمعزل عن المشتري ، إذاً هذا إثم ، فأي عمل تفعله تحت ضوء الشمس ولا تخشى أن يلومك أحد عليه ، أي فعل تفعله وأنت واثق أن الناس لن ينالوا منك هو البر ، يعني الفطرة ، لمَ سمى الله المعروف معروفاً ؟ لأن الفطرة السليمة تعرفه ابتداءً ولمَ سمى الله المنكر منكراً ؟ لأن الفطرة السليمة تنكره ابتداءً .
أنا لا أنسى ووقت مناسب جداً لسوق هذه القصة ، أنا سمعت من صديق لي أن محطة فضائية عرضت مقابلة مع شاب مجرم اغتصب أكثر من 15 فتاة ثم قتل كل هذه الفتيات حكم عليه بالإعدام ، باحثة اجتماعية طلبت من النيابة العامة إجراء حوار مع هذا الشاب ، فالذي جرى أنها سألته أتقرأ وتكتب ؟ قال لا ، جاهل ، قالت له أتصلي ؟ قال لا أعرف الصلاة ، قالت له أتعرف الفاتحة ؟ قال لا ، قالت هل شهدت أنه لا إله إلا الله في حياتك مرة ؟ قال ما هي الشهادة ، قالت لا إله ، قال لها كلمة كلمة ، حتى أتقن لا إله إلا الله أكثر من دقيقتين ، سقت هذه التفاصيل لتعلموا أنكم أمام إنسان لا يفقه شيئاً ، كتلة جهل فسألته لمَ تغتصب هؤلاء الفتيات ثم تذبحهن ؟ قال من لباسهن ، قالت له وإذا رأيت فتاة محجبة قال والله الذي يتكلم معها كلمة أقتله ، أرأيتم إلى هذا الجهل المطبق ! هذه الفطرة أن هذه إنسانة محجبة محترمة لا تثير غرائز الشباب ، لا تثير عواطفهم ومشاعرهم ، لا تعتدي على أحد ، المرأة حينما تظهر مفاتنها تعتدي على من ينظر إليها ، تعتدي عليه ، تلجئه إلى الانحراف ، هذا الشاب الجاهل المجرم المحكوم بالإعدام قال السبب من ثيابهن ، فأنا خطر في بالي مصطلح جديد اسمه تحرش الفتيات بالشباب عن طريق الثياب فقط ، فلما سألته وهذه التي تراها محجبة ؟ قال من يكلمها كلمة أقتله ، هذه فطرة ، هذه إنسانة شريفة ، هذه طاهرة هذه امرأة لزوجها ، لأولادها ، لمحارمها ، مفاتنها ليست لكل الناس ، هي تعتدي في المجتمع .
أيها الأخوة :
فصار معنى التعاون على البر ، على ما ترتاح له الفطرة ، على ما هو معروف من قبل الفطر السليمة ، لو أنه أنشأنا بناء بشكل متعاون ، ما في مانع ، مقبول ، لو أنشأنا جمعية خيرية ، مقبول ، لو أنشئنا جمعية لمكافحة التسول ، مقبول ، لو أنشئنا مستوصف دار أيتام ، دار عجزة ، لو أنشئنا مكتب لفرص العمل ، جيد ، لو أنشئنا مكتب للزواج جيد جداً ، لو أنشئنا بناء على طرق السفر لينام فيه المسافرون ، جيد ، يعني أي شيء تقبله الفطر السليمة وترتاح له النفس يجب أن نتعاون عليه ، أرأيتم إلى هذا الشمول " وتعاونوا على البر " البر ما اطمأنت إليه النفس " ترتاح ، في مشاريع رائعة ، يعني كل واحد منا فرضاً يكون بوليمة يشعر أن هذه الوليمة دفع ثمنها مبلغاً كبيراً جداً ، وأن هذا الطعام لم يؤكل خمسه ، فإذا أنشأت جمعية لجمع هذا الطعام الزائد ، وإعادة تصنيعه بإضافة بعض المواد الأساسية ثم وضعه في علب وتقديمه للفقراء ، أليس هذا العمل رائعاً ، أحد يعترض ؟ أبداً " وتعاونوا على البر والتقوى " .


أيها الأخوة :
البر الأعمال التي ترضاها الفطر السليمة ، وتعرفها ابتداءً من دون تعليم ، يعني ألف عمل يقوم به إنسان ولا يتكلم أحد كلمة من مئة مليون ، عمل طيب ، لو أننا أنشأنا مستشفى ، وجئنا بأطباء متخصصين لمعالجة الأمراض ، جيد ، لو فتحنا مدارس ، لو نظمنا حياتنا ، لو نظمنا أمورنا ، لو جعلنا لكل شيء نظام دقيق نمشي عليه كي يعيش الناس براحة وسهولة وبيسر هذا هو المطلوب " وتعاونوا على البر " لكن الدنيا محدودة ، ستين سنة عشت حياة رائعة ، بعدين في أبد ، قال لك " والتقوى " التقوى طاعة الله عز وجل لازم تبذل جهد كبير جداً فضلاً عن صلاح الدنيا بصلاح الآخرة ، أن تطلب العلم ، أن تعلم العلم ، أن تأمر بالمعروف ، أن تنهى عن المنكر ، أن تقوي ارتباط الإنسان بالله عز وجل ، أن تشد همته إلى الله عز وجل هذا مطلوب ، فكل إنسان يتعلم القرآن ويعلمه ، يتعلم الفقه ويعلمه ، يتعلم الحديث ويعلمه ، يكون قدوة لغيره ، يدعوك إلى الله عز وجل ، إلى معرفته ، إلى طلب العلم هذا أيضاً مشمول بهذا الأمر " وتعاونوا على البر " يعني على صلاح الدنيا والتقوى صلاح الآخرة .
يعني لعل الأجانب اقتصروا على صلاح الدنيا فقط ، مجتمعات فيها تعاون كثير جداً والتعاون عندهم يربون أبناءهم عليه في سن مبكرة جداً ، حتى إنهم إذا أرادوا موظفاً من الشروط التي تلفت النظر أن يصلح للعمل ضمن فريق يتعاون ، والبلاد المتخلفة ، وهذا شيء مؤلم جداً فضلاً عن أنها متخلفة أفرادها لا يتعاونون ، يحطمون بعضهم بعضاً ، فالتعاون رقي ، والتعاون دين ، والتعاون خلق ، والتعاون حضارة ، والتعاون قوة ، ألا ترى إلى المسلمين ماذا حل بهم من فرقتهم ، ومن عدم تعاونهم ، ومن أن بأسهم بينهم ، ومن أن كل واحد منهم يريد أن يعلو على الآخرين ، أرأيت إلى هذه النتائج التي لا ترضي صديقاً ولا عدواً ، قال تعالى : " وتعاونوا " وفي آية أخرى :

( سورة الأنفال الآية : 46 ) .
تضعفوا " وتعاونوا على البر والتقوى " لكن الشياطين يتعاونون " عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " يتعاونون على إفساد البشرية 700 مليون امرأة وطفل يعملون في الدعارة ، 700 مليون في العالم يعملون في الدعارة ، وقد غرر بهم ، هؤلاء يتعاونون على جلب أموال خيالية ، وأول تجارة في العالم تجارة المخدرات ، أربح تجارة ، تحتاج إلى تعاون ، إلى مراقبة الطريق ، وإلى إخفاء المهربات بشكل ذكي جداً " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " .
يعني واحد خرج إلى المطار ليسافر ورجله مكسورة ، وهي مجبرة ، وجاء من يتصل أن هذا المسافر على الطائرة الفلانية بالرحلة الفلانية مهرب مخدرات ، فانتبهوا أوقفوه ، كسروا الجبصين ما في شيء ، فتشوه ما في شيء أبداً ، اعتذروا منه ، ذهب بالرحلة الثانية بالرحلة الثانية وضع المخدرات ، أليس هذا عمل ذكي ! عمل ذكي جداً ، في تعاون على تهريب المخدرات ، على إيقاع الفتيات الغافلات بفخ الدعارة ، في تعاون على إيهام الشاري .
والله أخ تكلم لي يعني قبل يومين أناس يلعبون بالقمار على الرصيف ، فماشي هو قطع مسافة جيدة ، يأتي إنسان ينبهه إن هذا مسكين أتى من بلاد بعيدة معه قرشين أخذوهم له يعني وصف له وصف يدمى له القلب ، وقابض قبضة ، رجع حتى يسأله اعتبروه شريك بالمقامرة وضربوه وأخذوا منه المصاري ، تمثيل والآخرين تمثيل ، أنا أتيت بحالات حادة طبعاً ، لكن في مليون تعاون على الباطل ، مليون تعاون على الإثم ، مليون تعاون على العدوان ، مليون تعاون على أكل الحقوق ، مليون تعاون على تحقيق ربح غير شرعي " وَلَا تَعَاوَنُوا " إله يقول " وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " الإثم أن تنقطع عن الله عز وجل يقول لك أنا لا أؤذي أحد ، كلام طيب ، إيماني بقلبي أستاذ ، لا أؤذي أحد أبداً ، فعلاً لطيف ناعم إذا خلا ارتكب كل المحرمات فيما بينه وبين نفسه ، لم يفعل شيئاً ، هذا إثم ، يعني هذا الأمر قطعك عن الله عز وجل ، قطعك عن الذي خلقك ، قطعك عن سبب التوفيق ، ففي أيام إنسان لا يؤذي أحد لا يعتدي لكن هو يقع في الإثم ، يعني أحياناً أنت مهمتك الوحيدة أن تصلح هذه الأجهزة وتأتي بالمحطات البعيدة ، 450 محطة في ، هذه شغلتي ، مرحبة كثيراً هذه أستاذ ما شي ، ماذا تفعل أنت بالمجتمع ؟ تهيأ للناس بسهراتهم الحمراء أن تأتيهم بأبعد المحطات ليغرقوا في الإثم ، أليس كذلك ؟
" إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .
[ رواه البزار عن حذيفة ] .

واستجملوا مهنكم ، أنا أبيع مثلاً طاولة زهر مربحة مئة بالمئة أستاذ يقول لي لكن أنت تعين الناس على هدر أوقاتهم وإيقاع العداوة بينهم .
" من لعب النرد فكأنما غمس يده في دم خنزير ولحمه "
فتبع شيء محرم ، تصلح شيء محرم ، تتاجر بشيء محرم ، تبيع شيء أنت لا تقبله ، دار نشر ، في كتب فيها ضلالات ، يعني واحد قال كلمة هي تبدو مستهجنة جداً لأن تبيع الخمر أهون من أن تبيع كتاب فيه ضلالات ، شارب الخمر يتوب ، لكن هذا الذي اعتقد خطأ وسار على خطأ طوال حياته ، هذا لا يتوب ، أنت تقول أن أبيع كتاب لا علاقة لي ، لا لك علاقة ، تبيع كتاب فيه ضلالات ، تبيع كتاب فيه شبهات ، تبيع كتاب يدعو إلى معصية تبيع كتاب يحلل الربا فرضاً ، تبيع كتاب يظهر الدين على أنه سلوك غيبي متخلف لا يتناسب مع العصر ، تحت اسم مكتبة لا يصح " وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " .
أحياناً تجمع بعملك شباب وشابات ، هل تدري ماذا يحصل بينهم من مخالفات شرعية ، فالقضية لا ترونها تضيقاً لا والله ولكن سلامة أيها الأخوة ، إذا كان عملك ممكن أن ينتج عنه معصية ، قد تقول مطعم ، أحل عمل المطعم ، في زوايا إضاءة خافتة ، من يأتي إلى هذا المكان ، يأتي إلى هذا المكان من عنده شبهة عنده مشكلة ، فأنت لا تكون سبب لمعصية لمخالفة شرعية ، لإثم ، لعدوان " وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " .
" وَاتَّقُوا اللَّهَ " يعني اتقِ أن تعصي الله " إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " يعني أنا أستميحكم عذراً ذكرت بعض المهن لا على سبيل أنني أعد هذه المهنة محرمة لا ، لكن أية مهنة ، أية حرفة إذا لابسها حرام فالحرام هو الحرام لا الحرفة ، أن تبيع طعام هذا عمل حلال مئة بالمئة ، لكن إذا رافق بيع الطعام علاقات لا ترضي الله عز وجل فالذي جمع هؤلاء في مكان في عليه مسؤولية ، أي عمل ينشأ عنه معصية أو بعد عن الله أو مخالفة هذا العمل له حساب عند الله عز وجل " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " لكن ما في نظام من دون بالتعبير الفقهي المؤيد القانوني ، يعني قانون السير اقرأ قانون السير من يقود مركبة بلا شهادة تسحب الإجازة منه تسحب المركبة ويدفع مبلغ كذا ، من يقف في مكان ممنوع ، ما في أمر ونهي إلا وفيه عقوبة ، الله عز وجل قال لك " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " .
يعني واحد صاحب دار سينما حدثني أحد أقرباءه كان طالب عندي ، يعني كل ما كان الفلم في إثارة أكثر في أرباح أكثر ، فكان يتقصد يعني أن يأتي بالأفلام المثيرة جداً والشباب ينخرطون بهذه الشهوة الحرام ، ولقد ينحرفون بعد الفلم ما لا يعلموه إلا الله ، فجمع ثروة كبيرة جداً ، وهو في مقتبل الحياة أصابه مرض خبيث فقال لقريبه وهو تلميذه ، قال له جمعت أموال طائلة حتى أتمتع بخريف عمري فإذا أنا أموت بهذا السن ، أيقن أنه ميت ومات " وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " لا تبني ثروتك على فساد أخلاق المجتمع ، لا تبني ثروتك على إفقار الناس ، لا تبني ثروتك على إضلال الناس ، لا تبني ثروتك على فساد ذات البين ، والله في أعمال أيها الأخوة لا يعلمها إلا الله تفرق بين الزوجين ، تفسد العلاقة بين الأزواج ، تفسد العلاقة بين الآباء والأبناء ، أعمال كثيرة جداً ، يعني أنت تعمل عمل تجلب الشباب ، ما معه ، يسرق ، شيء ممتع ، وما له فائدة إطلاقاً ، ألعاب ما لها فائدة إطلاقاً ممتعة فهذا الشاب الذي معه صرفه ، لم يكفيه أخذ من أمه ، بعدين من أبوه بإلحاح ، بعدين من دون أن يعلموا ، دخل بالحرام حتى تربح أنت ، وعمل غير مجدي ، اختار حرفة فيها نفع للناس ، اختار حرفة حلال مئة بالمئة ، أنا لست متشدداً بهذا الموضوع ولكنني أضع النقاط على الحروف ، حرف لا تعد ولا تحصى الآن ، أكثرها يبنى الربح فيها على فساد الأخلاق أو على فساد العلاقات ، أو على ضياع الشباب وانحرافهم .
أيها الأخوة أتمنى على الله عز وجل أن تنقلب هذه الآية إلى سلوك يومي " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " والمؤيد القانوني " وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " يعني قصص كثيرة جداً هذا الذي بنى مجده على أنقاض الناس أو على فساد أخلاقهم ، أو على فساد علاقاتهم ، أو بنى ثروته على فقرهم له نهاية عند الله إن في الدنيا أو في الآخرة ، ليس شرطاً في الدنيا لأن الله يعاقب بعض المسيئين ردعاً لبقية المسيئين ويكافئ بعض المحسنين تشجيعاً لبقية المحسنين .
و الحمد لله رب العالمين
abd
abd
عضو
عضو

عدد المساهمات : 95
نقاط : 284
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/05/2010
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى