«الغرق الجماعي» للسوق استراتيجية الادارات غير المسؤولة لإجبار الحكومة على التدخل

كتبت بدور المطيري:

(الصبر جميل أعرفه من قال الصبر به قبح؟) يبدو ان هذا البيت للشاعر الكبيرد.مانع العتيبة مناقض لما تؤول اليه تداولات سوق الكويت للأوراق المالية ولربما لو رأى السوق الكويتي وتداولاته لغير رأيه تماما، فالصبر قبيح بل وقبيح جدا مع السوق، فأسعار الأسهم في الأمس أفضل من أسعار اليوم وأسعار اليوم ستكون أفضل من الغد! وهذا ما يشوه جمالية الصبر غير المجدي مع تحركات السوق غير المبررة سوى أنها تترجم رؤية الادارات غير المسؤولة التي بحسب رؤيتها فان الحل بنظرها هو الغرق الجماعي للأسهم في الطوفان ويكمن معه الحل للتخلص من ورطتها حيث لا يمكن ان تتفرج الحكومة على هذا الطوفان دون ان تمد يدها للغارقين واذا مدت يدها فلن تمدها للغارقين المميزين بل يتوجب عليها منعا للقيل والقال والمساءلات ان تمدها للجميع بلا استثناء!!

تداولات السوق

واربع جلسات تداول فاصلة عن نهاية الربع الثاني واقفالاته ومن الواضح ان اغلب الشركات ان لم تكن معظمها ستسجل خسائر في ربعها الثاني وذلك لاعتمادها على اقفالات الأسهم في محافظها، والأسعار انخفضت بشكل كبير عن الربع الأول حيث كان المؤشر السعري في نهاية الربع الأول لهذا العام عند 7533.60 نقطة أي ان الفارق حتى الآن أكثر من 900 نقطة وبالمقارنة عن نفس هذه الفترة وبنهاية النصف الأول للعام الماضي سنجد أنه أغلق عند 8080.30 نقطة، مما يعني بأنه حتما سيكون هناك تسجيل لخسائر وذلك لمعظم الشركات سواء بالمقارنة مع الربع الأول لهذا العام أو بالمقارنة بنصف العام الماضي كونها تعتمد في محافظها الاستثمارية على الاستثمار في أسهم السوق الكويتي وليس على نشاطها التشغيلي، لذا فلن يستطيع السوق مجاراة اقفال الربع الأول لهذا العام أو مجاراة اقفال النصف الأول للعام الماضي حتى لو تمت أي عمليات تجميل وهمية.
وبنظرة أعمق للتحليل سنجد أنه مع هذه الخسائر ستمتنع العديد من الشركات الاعلان عن أرباحها مما قد يعرضها لخطر الايقاف عن التداول ونظرا لأن السوق الكويتي تندرج اغلب أسهمه تحت مجموعات استثمارية وتتكون من الشركة الأم وبناتها فان ايقاف شركة في احدى المجموعات الاستثمارية سيجبر الكثير على البيع لبقية أسهم المجموعة خوفا من ان تلحقها في هذا الايقاف المؤقت والذي يمنع من التسييل، الأمر الذي سيشحن أجواء البورصة بالسلبية لفترة من الوقت قد تنفرج مع الاقتراب من نهاية الربع الثالث أو بظهور حوافز اقتصادية كبرى.

السوق فنيا

ويسير مؤشر السوق السعري في قناة هابطة منذ ابريل، لم ينجح في اختراق حاجزها العلوي ليؤكد نهاية اتجاهه الهابط الذي مازال يسير عليه حيث يحتاج الى محفزات كبرى ودوافع اقتصادية أقوى، مما يشير الى ان المضاربة بين السقف العلوي والسفلي لهذه القناة هي الأفضل في ظل هذه الظروف أي القيام بعمليات مضاربية يومية فقط للاستفادة من التذبذب الحاصل حتى ظهور بوادر انفراج كسر هذه القناة الهابطة.