الظلم ظلمات يوم القيامة
صفحة 1 من اصل 1
الظلم ظلمات يوم القيامة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال :
(( يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي ، وجعلتُه بينكم محرَّما ، فلا تَظَالموا )) .
[ رواه مسلم عن أبي ذر] .
الله عز وجل هو العدل ، وألزم نفسه بالعدل .
( سورة هود ) .
فلذلك الظلم يهتز له عرش الرحمن ، والمظلوم دعوته ليس بينها وبين الله حجاب ولو كان كافراً ، لأن العلماء قالوا : " إن نصرت المظلوم قد يكون كافراً لا بحسب حاله ، ولكن بحسب أسماء الله الحسنى ، هو العدل ، فإذا دعاه مظلوم ولو كان كافراً استجاب له ، دعوته تصل إلى الله من دون أي عقبة ، المضطر والمظلوم ، المضطر بحسب رحمته ، والمظلوم بحسب عدله " ، فالله عز وجل قال :
( سورة الزمر الآية : 53 ) .
كما قال تعالى :
( سورة البقرة ) .
هذه الآية تبين شروط الدعاء المستجاب ، يجب أن تؤمن بالله ، ويجب أن تستجيب له مطيعاً ، حتى ترشد إلى الدعاء المجاب ، هذا الأصل في الدعاء ، أما المضطر قال تعالى :
( سورة النمل الآية : 62 ) .
من دون شروط ، لا يوجد أي شرط ، لأن المضطر يسأل الله الرحمة وهو الرحيم ، والمظلوم يسأل الله العدل وهو العدل ، فبحسب عدله يستجيب للمظلوم ولو كان كافراً، وبحسب رحمته يستجيب للمضطر ولو كان كافراً .
لذلك كما قال عليه الصلاة والسلام :
(( الدُّعاءُ هو العبادة )) .
[أخرجه أبو داود والترمذي عن النعمان بن بشير ] .
الإنسان أحياناً يُدمر بدعوة مظلوم ، شركة قد تعلن إفلاسها بسبب ظلم أحد الموظفين ، عمل عظيم قد يتلاشى وينتهي بدعوة مظلوم ، فالإنسان أحياناً يستهين بدعوة المظلوم ، يقول : ادعُ علي لست خائفاً ، أما المؤمن ترتعد فرائصه إذا قال له أحدهم : شكوتك إلى الله ، ترتعد فرائصه .
( سورة البروج ) .
هناك أخت ساكنة عند أخيها ، زوجة هذا الأخ تبالغ في إذلال أخته ، لدرجة أنه مرة ركلها بقدمه أمام زوجته لتأتي له بكأس ماء ، أخته كبيرة في السن ، ذهب بسفر إلى حلب ، صار له حادث سير فقطعت رجله التي ركل بها أخته من أعلى الفخذ .
الظلم ظلمات ، الذي يظلم إنساناً ، ويتجاهل وجود الله ، أحمق وغبي ، الله هو العدل ، سيدنا رسول الله أرسل خادم بحاجة وغاب طويلاً ، فغضب عليه الصلاة والسلام فلما عاد الخادم قال :
(( لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك )) .
[أبو يعلى عن أم سلمة] .
كان معه سواك ، ومع ذلك خاف قصاص الله عز وجل .
كلما ازداد إيمانك ازداد خوفك من الله ، وكلما ازداد إيمانك ترى أن كل الخلق عباد الله ، وأنه وليهم ، وأنه خصمك أمامهم .
الباعة أحياناً يتكلمون كلمات أحياناً لا يعرفون قيمتها ، الله وكيلك لم نربح منك شيئاً ، هل تعرف ما معنى الله وكيلك ؟ توكل الله وهو الذي لا تخفى عليهم خافية ، هو العدل، هو الرحيم ، هو العليم .
فالإنسان كلما ازداد إيمانه ازداد خوفه من الله .
(( دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ : ربطتها )) .
[ أخرجه أبو يعلى عن أم سلمة] .
هرة ، يمكن إنسان يدمر بهرة ؟ نعم .
(( في هِرَّةٍ : ربطتها ، فلم تُطْعِمها ، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض )) .
هذا الحديث أيها الأخوة الذي سأرويه لكم لا أرى حديثاً المسلمون في أشد الحاجة إليه كهذا الحديث ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ ؟ ـ مفلس لا يملك شيئاً ـ قالوا : المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع ـ لا يملك شيئاً ـ لا أموال منقولة ، ولا غير منقولة ، ولا سائلة ، ولا جامدة ، قال : إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة ـ يصلي ـ وصيام ـ يصوم ـ وزكاة ـ يزكي ـ ويأتي قد شَتَمَ هذا ، وقذفَ هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا وضرب هذا ، فيُعطَى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه ، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه ، ثم يُطْرَحُ في النار )) .
[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة ] .
يصلي ، ويصوم ، ويزكي ، إن أردت أن تقيس على ذلك ويحج ، وكل سنة عمرة :
(( قد شَتَمَ هذا ، وقذفَ هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيُعطَى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه ، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه ، ثم يُطْرَحُ في النار )) .
لذلك الإسلام أخلاق ، والإسلام استقامة ، والإسلام إنصاف ، والإسلام أمانة ، والإسلام صدق ، والإسلام عفة ، والإسلام رحمة ، والإسلام ورع ، هذا هو الإسلام ، وأي فهم للإسلام على أنه شعائر تؤدى ، وصلوات تقام ، شهر رمضان يأتي نصوم ، ونسهر حتى ساعة متأخرة من الليل ، اختلاط ، وتفلت ، ومتابعة مسلسلات ، و سهر للساعة الثالثة حتى نتسحر ، وننام ، والصبح نصليه بعد الشمس ، هذا ليس صياماً ، هذا فلكلور ، هذا تراث ، هذه عادات وتقاليد ، أما الصيام عبادة له شأن آخر .
الذي يلفت النظر أنه لا يوجد شهر تستهلك فيه المواد الغذائية على الإطلاق كشهر رمضان ، مع أن هذا الشهر أراده الله أن يكون شهر تخفيف للطعام والشراب ، عملية عكس ، كان الطعام من الصباح وحتى المساء ، صار من المساء وحتى الصباح ، عملية عكس ، يقول لك : والله لا أستطيع أن أصلي التراويح . .
النبي قال :
(( مَنْ قام رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وما تأخر )) .
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك عن أبي هريرة ] .
أخواننا التجار يعرفون الدَّين ما أصعبه ، الدَّين صعب جداً ، إذا عليك حساب ثلاثة ملايين مع إنسان ، موقع سندات ، ولا تملك قرشاً منهم ، جاء لعندك وقال لك : هات الدفتر لأراه ، الماضي كله أنساه ، أولنا اليوم ، هذه قليلة ؟ ثلاثة ملايين ينصرفون عنك ، هات السندات لنمزقهم .
فالإنسان إذا صام رمضان إيماناً واحتساباً ، وقام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، الله أعطاك فرصة ، تلغي حساب الماضي كله ، وتعفى من كل حساب سابق ، تفتح مع الله صفحة جديدة .
لذلك : لماذا يقول الإنسان بالعيد الله أكبر ؟ فرحاً بهذا العطاء ، أنه غفر لك الذنوب كلها ، وعدت كيوم ولدتك أمك .
لذلك النبي اللهم صل عليه صعد المنبر فقال :
((آمين ، آمين ، آمين ، فقيل : يا رسول الله ، إنك حين صعد المنبر قلت : آمين، آمين ، آمين ؟ قال صلى الله عليه وسلم : إن جبريل عليه الصلاة والسلام أتاني ، فقال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له إن لم يغفر له فمتى ؟ )) .
[أخرجه أبو يعلى عن أبي هريرة ] .
فنحن أمام فرصة ، نفتح مع الله صفحة جديدة ، أمام فرصة إن صمنا رمضان إيماناً واحتساباً ، وقمنا رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر الله لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر .
كما قال عليه الصلاة والسلام :
(( ثلاثة تستجاب دعوتهم : الوالد والمسافر والمظلوم )) .
[أخرجه الطبراني عن عقبة بن عامر الجهني] .
المسافر ، والمسافر كان فيما مضى مظنة هلاك ، أي أغلب الظن أن المسافر هالك ، المسافر مظنة هلاك ، فهو في رحمة الله ، فالمسافر له دعاء مستجاب ، والأب الذي ربى أولاده تربية عالية ، وتعب من أجلهم ، وأفنى شبابه من أجل سعادتهم ، له دعوة مستجابة ، وكذلك المظلوم ، المظلوم له دعوة .
و هناك مسلمون كثر لا يقدرون هذه العبادة ، أنت بالدعاء أقوى إنسان على وجه الأرض ، لأن الله معك ، والله بيده كل شيء ، وإليه مصير كل شيء ، و بيده ملكوت كل شيء .
( سورة هود الآية : 123 ) .
هو الذي يعطي ، هو الذي يمنع ، هو الذي يرفع ، هو الذي يخفض ، هو الذي يمد ، هو الذي يمنع ، هو الذي يقبض ، هو الذي يبسط ، هو الذي يعز ، هو الذي يذل ، أنت بيده ، فالإنسان يعتمد على الدعاء .
مرة أحد العارفين بالله " إبراهيم بن الأدهم " ذهب إلى سوق البصرة ، فقيل له : يا إبراهيم ، ما لنا ندعوه فلا يستجيب لنا ؟ قال : لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء ، ذكر عشرة أسباب ، منها : " أنكم آمنتم بالجنة ولم تعملوا لها ، ادعيتم خوفكم من النار فلم تتقوها ، قلتم : نحب رسول الله فلم تتبعوا سنته ، دفنتم موتاكم فلم تتعظوا ، ذكر لهم عشرة أسباب ، فلهذا تدعوه فلا يستجيب لكم ".
و عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل : اللهم رب السماوات السبع ، ورب العرش العظيم ، كن لي جاراً من شر فلان بن فلان ' - يعني الذي يريد - ' وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك )) .
[أخرجه الطبراني عن عبد الله بن مسعود] .
من بعض الأدعية : يا رب كيف نضام في سلطانك ؟ وكيف نفتقر في غناك ؟ وكيف نذلُ غي عزك ؟ والجواب : لن تضام وأنت في سلطان الله ، ولن تذل وأنت في عز الله ، ولن تفتقر وأنت في غنى الله عز وجل ، المؤمن غني بالله ، وعزيز بالله ، وقوي بالله ، وعالم بالله ، وفي أية لحظة تدعي على شيء فأنت لست على شيء ، أما في أية لحظة تفتقر إلى الله فأنت أقوى إنسان .
لذلك يوم حنين ما اجتمع في الجزيرة العربية جماعة قوامهم عشرة آلاف كهذه الغزوة ، كان الصحابة حينما فتحوا مكة ، ورسول الله عليه الصلاة والسلام على رأسهم عشرة آلاف مقاتل ، أقوى قوة ضاربة في الجزيرة ، قالوا :
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ )) .
[أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس ] .
( سورة التوبة ) .
أما في بدر :
( سورة آل عمران الآية : 123 ) .
هذا قانون ، تفتقر يتولاك ، تستغني عنه يستغني عنك ، تفتقر يتولاك ، تستغني عنه يتخلى عنك ، فأنت بين التولية والتخلية ، بافتقارك إليه يتولى أمرك ، وباعتمادك على نفسك يكلك إلى نفسك ، وهذا قانون مطبق ، والمسلمون بأمس الحاجة إلى هذا القانون ، افتقر إلى الله يتولاك الله ، قل أنا على علم ، أو على فهم ، أو على خبرة ، أو على مال ، يتخلى الله عنك ويؤتى الحذر من مأمنه .
و الحمد لله رب العالمين
عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال :
(( يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي ، وجعلتُه بينكم محرَّما ، فلا تَظَالموا )) .
[ رواه مسلم عن أبي ذر] .
الله عز وجل هو العدل ، وألزم نفسه بالعدل .
( سورة هود ) .
فلذلك الظلم يهتز له عرش الرحمن ، والمظلوم دعوته ليس بينها وبين الله حجاب ولو كان كافراً ، لأن العلماء قالوا : " إن نصرت المظلوم قد يكون كافراً لا بحسب حاله ، ولكن بحسب أسماء الله الحسنى ، هو العدل ، فإذا دعاه مظلوم ولو كان كافراً استجاب له ، دعوته تصل إلى الله من دون أي عقبة ، المضطر والمظلوم ، المضطر بحسب رحمته ، والمظلوم بحسب عدله " ، فالله عز وجل قال :
( سورة الزمر الآية : 53 ) .
كما قال تعالى :
( سورة البقرة ) .
هذه الآية تبين شروط الدعاء المستجاب ، يجب أن تؤمن بالله ، ويجب أن تستجيب له مطيعاً ، حتى ترشد إلى الدعاء المجاب ، هذا الأصل في الدعاء ، أما المضطر قال تعالى :
( سورة النمل الآية : 62 ) .
من دون شروط ، لا يوجد أي شرط ، لأن المضطر يسأل الله الرحمة وهو الرحيم ، والمظلوم يسأل الله العدل وهو العدل ، فبحسب عدله يستجيب للمظلوم ولو كان كافراً، وبحسب رحمته يستجيب للمضطر ولو كان كافراً .
لذلك كما قال عليه الصلاة والسلام :
(( الدُّعاءُ هو العبادة )) .
[أخرجه أبو داود والترمذي عن النعمان بن بشير ] .
الإنسان أحياناً يُدمر بدعوة مظلوم ، شركة قد تعلن إفلاسها بسبب ظلم أحد الموظفين ، عمل عظيم قد يتلاشى وينتهي بدعوة مظلوم ، فالإنسان أحياناً يستهين بدعوة المظلوم ، يقول : ادعُ علي لست خائفاً ، أما المؤمن ترتعد فرائصه إذا قال له أحدهم : شكوتك إلى الله ، ترتعد فرائصه .
( سورة البروج ) .
هناك أخت ساكنة عند أخيها ، زوجة هذا الأخ تبالغ في إذلال أخته ، لدرجة أنه مرة ركلها بقدمه أمام زوجته لتأتي له بكأس ماء ، أخته كبيرة في السن ، ذهب بسفر إلى حلب ، صار له حادث سير فقطعت رجله التي ركل بها أخته من أعلى الفخذ .
الظلم ظلمات ، الذي يظلم إنساناً ، ويتجاهل وجود الله ، أحمق وغبي ، الله هو العدل ، سيدنا رسول الله أرسل خادم بحاجة وغاب طويلاً ، فغضب عليه الصلاة والسلام فلما عاد الخادم قال :
(( لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك )) .
[أبو يعلى عن أم سلمة] .
كان معه سواك ، ومع ذلك خاف قصاص الله عز وجل .
كلما ازداد إيمانك ازداد خوفك من الله ، وكلما ازداد إيمانك ترى أن كل الخلق عباد الله ، وأنه وليهم ، وأنه خصمك أمامهم .
الباعة أحياناً يتكلمون كلمات أحياناً لا يعرفون قيمتها ، الله وكيلك لم نربح منك شيئاً ، هل تعرف ما معنى الله وكيلك ؟ توكل الله وهو الذي لا تخفى عليهم خافية ، هو العدل، هو الرحيم ، هو العليم .
فالإنسان كلما ازداد إيمانه ازداد خوفه من الله .
(( دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ : ربطتها )) .
[ أخرجه أبو يعلى عن أم سلمة] .
هرة ، يمكن إنسان يدمر بهرة ؟ نعم .
(( في هِرَّةٍ : ربطتها ، فلم تُطْعِمها ، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض )) .
هذا الحديث أيها الأخوة الذي سأرويه لكم لا أرى حديثاً المسلمون في أشد الحاجة إليه كهذا الحديث ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ ؟ ـ مفلس لا يملك شيئاً ـ قالوا : المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع ـ لا يملك شيئاً ـ لا أموال منقولة ، ولا غير منقولة ، ولا سائلة ، ولا جامدة ، قال : إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة ـ يصلي ـ وصيام ـ يصوم ـ وزكاة ـ يزكي ـ ويأتي قد شَتَمَ هذا ، وقذفَ هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا وضرب هذا ، فيُعطَى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه ، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه ، ثم يُطْرَحُ في النار )) .
[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة ] .
يصلي ، ويصوم ، ويزكي ، إن أردت أن تقيس على ذلك ويحج ، وكل سنة عمرة :
(( قد شَتَمَ هذا ، وقذفَ هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيُعطَى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه ، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه ، ثم يُطْرَحُ في النار )) .
لذلك الإسلام أخلاق ، والإسلام استقامة ، والإسلام إنصاف ، والإسلام أمانة ، والإسلام صدق ، والإسلام عفة ، والإسلام رحمة ، والإسلام ورع ، هذا هو الإسلام ، وأي فهم للإسلام على أنه شعائر تؤدى ، وصلوات تقام ، شهر رمضان يأتي نصوم ، ونسهر حتى ساعة متأخرة من الليل ، اختلاط ، وتفلت ، ومتابعة مسلسلات ، و سهر للساعة الثالثة حتى نتسحر ، وننام ، والصبح نصليه بعد الشمس ، هذا ليس صياماً ، هذا فلكلور ، هذا تراث ، هذه عادات وتقاليد ، أما الصيام عبادة له شأن آخر .
الذي يلفت النظر أنه لا يوجد شهر تستهلك فيه المواد الغذائية على الإطلاق كشهر رمضان ، مع أن هذا الشهر أراده الله أن يكون شهر تخفيف للطعام والشراب ، عملية عكس ، كان الطعام من الصباح وحتى المساء ، صار من المساء وحتى الصباح ، عملية عكس ، يقول لك : والله لا أستطيع أن أصلي التراويح . .
النبي قال :
(( مَنْ قام رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وما تأخر )) .
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك عن أبي هريرة ] .
أخواننا التجار يعرفون الدَّين ما أصعبه ، الدَّين صعب جداً ، إذا عليك حساب ثلاثة ملايين مع إنسان ، موقع سندات ، ولا تملك قرشاً منهم ، جاء لعندك وقال لك : هات الدفتر لأراه ، الماضي كله أنساه ، أولنا اليوم ، هذه قليلة ؟ ثلاثة ملايين ينصرفون عنك ، هات السندات لنمزقهم .
فالإنسان إذا صام رمضان إيماناً واحتساباً ، وقام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، الله أعطاك فرصة ، تلغي حساب الماضي كله ، وتعفى من كل حساب سابق ، تفتح مع الله صفحة جديدة .
لذلك : لماذا يقول الإنسان بالعيد الله أكبر ؟ فرحاً بهذا العطاء ، أنه غفر لك الذنوب كلها ، وعدت كيوم ولدتك أمك .
لذلك النبي اللهم صل عليه صعد المنبر فقال :
((آمين ، آمين ، آمين ، فقيل : يا رسول الله ، إنك حين صعد المنبر قلت : آمين، آمين ، آمين ؟ قال صلى الله عليه وسلم : إن جبريل عليه الصلاة والسلام أتاني ، فقال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له إن لم يغفر له فمتى ؟ )) .
[أخرجه أبو يعلى عن أبي هريرة ] .
فنحن أمام فرصة ، نفتح مع الله صفحة جديدة ، أمام فرصة إن صمنا رمضان إيماناً واحتساباً ، وقمنا رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر الله لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر .
كما قال عليه الصلاة والسلام :
(( ثلاثة تستجاب دعوتهم : الوالد والمسافر والمظلوم )) .
[أخرجه الطبراني عن عقبة بن عامر الجهني] .
المسافر ، والمسافر كان فيما مضى مظنة هلاك ، أي أغلب الظن أن المسافر هالك ، المسافر مظنة هلاك ، فهو في رحمة الله ، فالمسافر له دعاء مستجاب ، والأب الذي ربى أولاده تربية عالية ، وتعب من أجلهم ، وأفنى شبابه من أجل سعادتهم ، له دعوة مستجابة ، وكذلك المظلوم ، المظلوم له دعوة .
و هناك مسلمون كثر لا يقدرون هذه العبادة ، أنت بالدعاء أقوى إنسان على وجه الأرض ، لأن الله معك ، والله بيده كل شيء ، وإليه مصير كل شيء ، و بيده ملكوت كل شيء .
( سورة هود الآية : 123 ) .
هو الذي يعطي ، هو الذي يمنع ، هو الذي يرفع ، هو الذي يخفض ، هو الذي يمد ، هو الذي يمنع ، هو الذي يقبض ، هو الذي يبسط ، هو الذي يعز ، هو الذي يذل ، أنت بيده ، فالإنسان يعتمد على الدعاء .
مرة أحد العارفين بالله " إبراهيم بن الأدهم " ذهب إلى سوق البصرة ، فقيل له : يا إبراهيم ، ما لنا ندعوه فلا يستجيب لنا ؟ قال : لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء ، ذكر عشرة أسباب ، منها : " أنكم آمنتم بالجنة ولم تعملوا لها ، ادعيتم خوفكم من النار فلم تتقوها ، قلتم : نحب رسول الله فلم تتبعوا سنته ، دفنتم موتاكم فلم تتعظوا ، ذكر لهم عشرة أسباب ، فلهذا تدعوه فلا يستجيب لكم ".
و عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل : اللهم رب السماوات السبع ، ورب العرش العظيم ، كن لي جاراً من شر فلان بن فلان ' - يعني الذي يريد - ' وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك )) .
[أخرجه الطبراني عن عبد الله بن مسعود] .
من بعض الأدعية : يا رب كيف نضام في سلطانك ؟ وكيف نفتقر في غناك ؟ وكيف نذلُ غي عزك ؟ والجواب : لن تضام وأنت في سلطان الله ، ولن تذل وأنت في عز الله ، ولن تفتقر وأنت في غنى الله عز وجل ، المؤمن غني بالله ، وعزيز بالله ، وقوي بالله ، وعالم بالله ، وفي أية لحظة تدعي على شيء فأنت لست على شيء ، أما في أية لحظة تفتقر إلى الله فأنت أقوى إنسان .
لذلك يوم حنين ما اجتمع في الجزيرة العربية جماعة قوامهم عشرة آلاف كهذه الغزوة ، كان الصحابة حينما فتحوا مكة ، ورسول الله عليه الصلاة والسلام على رأسهم عشرة آلاف مقاتل ، أقوى قوة ضاربة في الجزيرة ، قالوا :
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ )) .
[أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس ] .
( سورة التوبة ) .
أما في بدر :
( سورة آل عمران الآية : 123 ) .
هذا قانون ، تفتقر يتولاك ، تستغني عنه يستغني عنك ، تفتقر يتولاك ، تستغني عنه يتخلى عنك ، فأنت بين التولية والتخلية ، بافتقارك إليه يتولى أمرك ، وباعتمادك على نفسك يكلك إلى نفسك ، وهذا قانون مطبق ، والمسلمون بأمس الحاجة إلى هذا القانون ، افتقر إلى الله يتولاك الله ، قل أنا على علم ، أو على فهم ، أو على خبرة ، أو على مال ، يتخلى الله عنك ويؤتى الحذر من مأمنه .
و الحمد لله رب العالمين
about ... me- رئيس المنتدى
- عدد المساهمات : 123
نقاط : 1006855
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
العمر : 34
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى