صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
محمد ناصر الدين الألباني
استقبال الكعبة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل الكعبة في الفرض ولنفل وأمر صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ل(المسيء صلاته ) :
(( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء , ثم استقبل القبلة فكبر )) البخاري ومسلم
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي النوافل على راحلته , ويوتر عليها حيث توجهت به شرقا وغربا . البخاري ومسلم والسراج
وفي ذلك قوله تعالى : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) البقرة 115
(وكان أحيانا إذا أراد أن يتطوع على ناقلته استقبل بها القبلة فكبر ثم صلى حيث وجهه ركابه ) أبو داوود وابن حبان
( وكان يركع ويسجد على راحلته إيماء برأسه , ويجعل السجود اخفض من الركوع ) احمد والترمذي وصححه
( وكان إذا أراد أن يصلي الفريضة نزل فاستقبل القبلة ) البخاري واحمد
(وأما في صلاة الخوف الشديد فقد سن صلى الله عليه وسلم لأمته أن يصلوا (رجالا وقياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها) البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم :
((إذا اختلطوا فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس )) البيهقي بسند الصحيحين
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( مابين المشرق والمغرب قبلة )) الترمذي والحاكم وصححاه
وقال جابر رضي الله عنه : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة أو سريه فأصابنا غيم فتحرينا واختلفنا في القبلة فصلى كل رجل منا على حدا فجعل احدنا يخط بين يديه لنعلم أمكنتنا فلما أصبحنا نظرنها فإذا نحن صلينا على غير القبلة فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه السلام (فلم يأمرنا بالإعادة وقال : وقد أجزأت صلاتكم ) . الدار قطني والحاكم والبيهقي
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس (والكعبة بين يديه )قبل أن تنزل هذه الآية (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) سورة البقرة الآية 144
فلما نزلت استقبل الكعبة , فبينما الناس بقباء في صلاة الصبح . إذ جاءهم آت فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن , وقد أمر أن يستقبل الكعبة (ألا) فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام , فاستداروا واستدار إمامهم حتى استقبل بهم القبلة )البخاري ومسلم
*****
القيام
وكان صلى الله عليه وسلم يقف فيها قائما في الفرض والتطوع , ائتمارا بقوله تعالى : (وقوموا لله قانتين ) سورة البقرة الآية 238
وأما في السفر فكان يصلي على راحلته النافلة
وسن لأمته أن يصلوا في الخوف الشديد على أقدامهم أو ركبانا كما تقدم وذلك قوله تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين . فان خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ) سورة البقرة الآية 238,239
وصلى ( صلى الله عليه وسلم في مرض موته جالسا ) الترمذي وصححه احمد
وصلاها كذلك مرة آخرة قبل هذه حين (اشتكى وصلى الناس وراءه قياما , فأشار إليهم أن جلسوا فجلسوا فلما انصرف قال: ( إن كدتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم , يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا , إنما جعل لإمام ليؤتم به , فإذا ركع اركعوا وإذا رفع ارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون )) البخاري ومسلم
السُترة ووجوبها
و(كان صلى الله عليه وسلم يقف قريبا من السترة فكان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع وبين موضع سجوده والجدار ممر شاة ) البخاري وأحمد ومسلم
وكان يقول : ( لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فان أبى فقاتله فان معه القرين ) ابن خزيمة في صحيحه بسند جيد
(ويقول إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها . لا يقطع الشيطان عليه صلاته) أبو داود والبزار والحاكم ووافقه الذهبي والنووي
(وكان أحيانا يتحرى الصلاة عند الاسطوانة التي في مسجده )
(وكان إذا صلى في الفضاء ليس فيه شيء يستتر به غرز بين يديه حربة فصلى إليها والناس وراءه وأحيانا كان يعرض راحلته فيصلي إليها وهذا خلاف الصلاة في أعطان الإبل فانه نهى عنها وأحيانا كان يأخذ الرحل فيعدله فيصلي إلى أخرته) مسلم وابن خزيمة (2/92) وأحمد
وكان يقول ( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل موخره الرحل فليصل ولا يبالي من مر وراء ذلك)مسلم وأبو داود .
( وصلى مرة إلى الشجرة وكان أحيانا يصلي إلى السرير و عائشة رضي الله عنها مضجعة عليه تحت قطيفتها ) البخاري وأحمد والنسائي
(وكان صلى الله عليه وسلم لا يدع شيئا يمر بينه وبين السترة فقد كان يصلي , إذا جاءت شاة بين يديه فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط ومرت من ورائه ) ابن خزيمة في صحيحه
وصلى صلاة مكتوبة فضم يده فلما صلى قالوا يا رسول الله احدث في الصلاة شيء ؟ قال :
(لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وأيم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة احد فليفعل) أحمد والدارقطني والطبراني بسند صحيح
(وكان يقول إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد احد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره وليدرأ ما استطاع وفي رواية فليمنعه مرتين فان أبى فليقاتله فإنما هو شيطان )البخاري ومسلم
(وكان يقول لو يعلم المار بين يديه المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه )البخاري ومسلم وابن خزيمة .
النًية
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى ) البخاري ومسلم وغيرهما وهو مخرج في الإرواء 22
التكبير
ثم كان صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بقوله : (الله أكبر ) مسلم وابن ماجه
وأمر بذلك المسيء صلاته كما تقدم وقال له :
(إنه لا تتم صلاة احد من الناس حتى يتوضأ , فيضع الوضوء مواضعه , ثم يقول الله أكبر ) الطبراني بإسناد صحيح
وكان يقول : ( مفتاح الصلاة الطهور . وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم)أبو داود والترمذي والحاكم
و( كان يرفع صوته بالتكبير حتى يسمع من خلفه ) احمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
و(كان إذا مرض رفع أبو بكر صوته يبلغ الناس تكبيره صلى الله عليه وسلم ) مسلم والنسائي
وكان يقول : ( إذا قال الإمام : الله أكبر فقولوا الله أكبر ) أحمد والبيهقي بسند صحيح .
رفع اليدين
و( كان يرفع يديه تارة مع التكبير وتارة بعد التكبير وتارة قبله ) البخاري وأبو داود والنسائي .
و(كان يرفعهما ممدودة الإصبع ( ويفرج بينهما ولا يضمهما ) أبو داود وابن خزيمة وتمام والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
وكان يجعلهما حذو منكبيه , وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما فروع أذنيه ) البخاري والنسائي وأبو داود .
وضع اليمنى على ليسرى والأمر به
وكان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على ليسرى ) مسلم وأبو داود
وكان يقول : ( إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة ) ابن حبان والضياء بسند صحيح .
و( مر برجل وهو يصلي وقد وضع يده ليسرى على اليمنى فانتزعهما ووضع اليمين على اليسار ) احمد وأبو داود بسند صحيح .
وضعهما على الصدر
وكان يضع اليمنى على ظهر كفه ليسرى والرسغ والساعد ) أبو داود والنسائي وابن خزيمة .
وأمر بذلك أصحابه وكان أحيانا يقبض باليمين على ليسرى ) مالك والبخاري وأبو عوانه . والنسائي والدار قطبي .
و( كان يضعهما على الصدر ) أبو داود وابن خزيمة في صحيحه (1/54/2) واحمد .
و(كان ينهي عن الاختصار في الصلاة , *وهو أن يضع يده على خاصرته كما فسره بعض الرواة * وهو الصلب الذي كان ينهي عنه . أبو داوود والنسائي وغيرهما .
النظر إلى موضع السجود
و( كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه , ورمى ببصره نحو الأرض ) البيهقي والحاكم
و( لما دخل الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها ) البيهقي والحاكم
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي ) أبو داود واحمد بسند صحيح .
و( كان ينهي عن رفع البصر إلى السماء )ويؤكد في النهي حتى قال : ( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم وفي رواية أو لتخطفن أبصارهم ) البخاري ومسلم والسراج وأبو داود .
وفي حديث أخر ( فإذا صليتم فلا تتلفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يتلفت ) الترمذي والحاكم وصححاه .
وقال أيضا في التلفت : ( اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ) البخاري وأبو داود .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته , مالم يتلفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه ) رواه أبو داود
ونهى عن ثلاث : ( عن نقرة كنقر الديك . وإقعاء كإقعاء الكلب , والتلفت كالتفات الثعلب ) احمد وأبو يعلي صحيح الترغيب 556 .
وكان يقول : ( صلي صلاة مودع كأنك تراه فان كنت لا تراه فانه يراك ) المخلص والطبراني وابن ماجه وابن عساكر واحمد .
ويقول : ( ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها , إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله ) مسلم
وقد صلى الله عليه وسلم في خميصه * ثوب خز أو صوف * لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال : ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم واتوني بانبجانية* كساء غليظ * أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي وفي رواية ( فاني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني ) البخاري ومسلم ومالك
( وكان لعائشة رضي الله عنها ثوب فيه تصاوير ممده إلى سهوة فكان صلى الله عليه وسلم يصلي إليه فقال : ( أخريه عني فانه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي ) البخاري ومسلم
وكان يقول : لا صلاة بحضرة طعام , ولا وهو يدافع الاخبثان ) البخاري ومسلم .
أدعية الاستفتاح
ثم كان صلى الله عليه وسلم يستفتح القراءة بأدعية كثيرة متنوعة يحمد الله تعالى فيها ويمجده ويثني عليه وقد أمر بذلك المسيء صلاته فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يكبر ويحمد الله جل وعز ويثني عليه ويقرأ بما تيسر من القرآن ) أبو داوود والحاكم .
وكان يقرأ تارة بهذا وتارة بهذا فكان يقول وسأذكر دعاء واحد فقط .
( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب , اللهم ونقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد وكان يقوله في الفرض . ) البخاري ومسلم
القراءة
ثم كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى فيقول :
( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ) ثم يقرا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولا يجهر بها . أبو داود والترمذي البخاري ومسلم
القراءة آية أية
ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آية آيه ويقف عند نهاية كل آيه وهكذا إلى أخر السورة وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآية ولا يصلها بما بعدها . أبو داود والسهمي
وكان يعظم من شان هذه السورة فكان يقول : ( لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا . ) البخاري ومسلم
التأمين وجهر الإمام به
ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى من قراءة الفاتحة قال ( آمين ) يجهر ويمد بها صوته . البخاري
و(كان يأمر المقتدين بالتامين بعيد تامين الإمام فيقول : ( إذا قال الإمام (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) فقولوا آمين فان الملائكة تقول آمين وان الإمام يقول آمين وفي لفظ إذا امن الإمام فامنوا ) فمن وافق تأمينه تامين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) . الشيخان والنسائي البخاري
و(قال ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتامين خلف الإمام) . البخاري وابن ماجه
قراءته صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة
ثم كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة سورة غيرها . وكان يطيلها أحيانا ويقصرها أحيانا لعارض سفر أو سعال أو مرض أو بكاء صبي كما قال انس بن مالك رضي الله عنه : ( جوز صلى الله عليه وسلم ذات يوم في الفجر وفي رواية صلى الصبح فقرا بأقصر سورتين في القران ) فقيل يا رسول الله لما جوزت قال
0سمعت بكاء صبي فظننت أن أمه معنا تصلي فأردت أن افرغ له أمه .) احمد بسند صحيح
وكان يقول : ( إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فاسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما اعلم من شدة وجد أمه من بكائه ) البخاري ومسلم
وكان يبتدئ من أول السورة ويكملها في اغلب أحواله . ويقول أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود وفي لفظ لكل سورة ركعة ) ابن أبي شيبة وابن نصر والطحاوي وكان تارة يقسمها في ركعتين وتارة يعيدها كلها في الركعة الثانية . احمد وأبو علي
وكان أحيانا يجمع في الركعة الواحدة بين سورتين أو أكثر .
الفتح على الإمام
وسن صلى الله عليه وسلم الفتح على الإمام إذا لبست عليه القراءة فقد صلى صلاة فقرأ فيها , فلبس عليه , فلما انصرف قال لأُبي ( أصليت معنا ؟ فقال نعم ,قال فما منعك أن تفتح علي ؟ أبو داود وابن حبان والطبراني
الاستعاذة و التفل في الصلاة لدفع الوسوسة
وقال له عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه : ( يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي ؟ فقال رسول الله : ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أحسسته فتعوذه واتفل على يسارك ثلاثا ) قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني ) مسلم واحمد .
الركوع
ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة سكت سكته ثم رفع يديه على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الافتتاح وكبر وركع وأمر بها المسيء صلاته فقال له : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله ثم يكبر الله ويحمده ويقرأ ما تيسر من القرآن مما علمه الله وأذن له فيه ثم يكبر ويركع ويضع يديه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي. أبو داود والحاكم والنسائي
صفة الركوع :
وكان صلى الله عليه وسلم يضع كفيه على ركبتيه وكان يأمرهم بذلك وكان يمكن يديه من ركبتيه كأنه قابض عليها وكان يفرج بين أصابعه وأمر المسيء صلاته فقال : ( إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه. ابن خزيمة وابن حبان
وكان يجافي وينجي مرفقيه عن جنبيه وكان إذا ركع بسط ظهره وسواه حتى لو صب الماء عليه لا ستقر وكان لا يصب رأسه ولا يقنع ولكن بين ذلك . مسلم احمد وأبو داود والبخاري والطبراني
وجوب الطمأنينة في الركوع :
وكان يطمئن في ركوعه وكان يقول أتموا الركوع والسجود فالذي نفسي بيده إني لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم وكان يقول ( أسوء الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال لا يتم ركوعها وسجودها . ابن أبي شيبة
أذكار الركوع :
وكان يقول في هذا الركن أنواع من الأذكار والأدعية تارة بهذه وتارة بهذه
سبحان ربي العظيم ثلاث مرات وكان أحيانا يكررها أكثر من ذلك
سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث . احمد وابن ماجه وأبو داود
سبوح قدوس رب الملائكة والروح
سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي وكان يكثر منه في ركوعه وسجوده
وغيرها من الأدعية .
إطالة الركوع :
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل ركوعه وقيامه بعد الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين قريبا من السواء . البخاري ومسلم
النهي عن قراءة القران في الركوع :
وكان ينهي عن قراءة القران في الركوع والسجود وكان يقول : ( ألا واني نهيت عن أن أقرأ القران راكعا وساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم . مسلم وأبو عوانه
الاعتدال من الركوع وما يقول فيه :
ثم كان صلى الله عليه وسلم يرفع صلبه من الركوع قائلا ( سمع الله لمن حمده ) البخاري ومسلم
وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه ثم يقول وهو قام ( ربنا ولك الحمد وأمر بذلك كل مصلي مؤتم أو غير مؤتم فقال ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) البخاري واحمد
إطالة هذا القيام ووجوب الاطمئنان فيه :
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل قيامه هذا قريب من ركوعه كما تقدم بل كان يقوم أحيانا حتى يقول القائل قد نسي من طول ما يقوم
وكان يقول ( لا ينظر الله عز وجل إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين ركوعها وسجودها ) احمد والطبراني .
السجود
ثم كان صلى الله عليه وسلم يكبر ويهوي ساجدا وأمر بذلك المسيء صلاته فقال له لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يقول : سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائما ثم يقول الله اكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله ) أبو داود والحاكم
وكان إذا أراد السجود كبر ويجافي يديه عن جنبيه ثم يسجد وكان أحيانا يرفع يديه إذا سجد . النسائي والدا رقطني
الخرور إلى السجود على اليدين :
وكان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه . ابن خزيمة
وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) أبو داود وتمام
وكان يقول ( إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفع فليرفعهما ) ابن خزيمة واحمد والسراج
وكان يعتمد على كفيه ويبسطهما ويضم أصابعه ويوجهها قبل القبلة . البيهقي وابن خزيمة و أبو داود والحاكم
وكان يجعلهما حذو منكبيه وأحيانا حذو أذنيه وكان يمكن انفه وجبهته من الأرض . أبو داود والترمذي والنسائي
وكان يقول لا صلاة لمن لا يصيب انفه من الأرض مما يصيب جبهته ) الدر قطني والطبراني
وكان يمكن أيضا ركبته وأطراف قدميه ويستقبل بصدور قدميه وبأطراف أصابعهما القبلة ويرص عقبيه وينصب رجليه وأمر به وكان يفتخ أصابعهما . أبو داود والترمذي وصححه النسائي وابن ماجه
فهذه سبع أعضاء كان صلى الله عليه وسلم يسجد بها الكفان والركبتان والقدمان والجبهة والأنف . وقد جعل صلى الله عليه وسلم العضوين الأخيرين عضو واحد في السجود حيث قال و إذا سجد العبد سجد معه سبع آراب وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه . مسلم وأبو عوانه وابن حبان
وكان لا يفترش ذراعيه بل كان يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جبينه حتى يبدو بياض إبطه من ورائه وحتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت . مسلم وأبو عون وابن ماجه والبخاري
وكان يأمر بذلك فيقول ( إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك ويقول اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب وادعم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فانك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك معك ) ابن خزامة والمقدسي والحاكم .
وجوب الطمأنينة في السجود :
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بتمام الركوع والسجود ويضرب لمن لا يفعل ذلك مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا وكان يقول فيه انه من أسوء الناس سرقه وكان يحكم ببطلان صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود كما سبق تفصيله في الركوع وأمر المسيء صلاته بالاطمئنان في السجود .
أذكار السجود :
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الركن أنواع من الأذكار والأدعية :
سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات . احمد وأبو داوود وابن ماجه
وكان أحيانا يكررها أكثر من ذلك
سبحان ربي الأعلى وبحمد ثلاث . أبو داود والدار قطني
سبوح قدوس رب الملائكة والروح
وغيرها من الأدعية .
إطالة السجود :
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل سجوده قريبا من ركوعه في الطول وربما بالغ في الإطالة لأمر عارض قال بعض الصحابة : ( كان يصلي الرسول بنا فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم دعوهما فلما قضى وضعهما في حجره وقال من أحبني فليحب هاذين
ابن خزيمة والبيهقي
فضل السجود :
وكان صلى الله عليه وسلم يقول ( ما من أمتي من احد إلا وأنا اعرفه يوم القيامة قالوا وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق ؟ قال ( أرأيت لو دخلت صيرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل إما كنت تعرفه منها ؟ قال بلى . قال فان أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء ) احمد بسند صحيح والترمذي
ويقول إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم من أثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل اثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن ادم تأكله النار إلا اثر السجود . البخاري ومسلم
الرفع في السجود :
ثم كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا وأمر بذلك المسيء صلاته فقال : ( لا يتم صلاة لأحد من الناس حتى يسجد حتى يطمن مفاصله ثم يقول الله اكبر ويرفع رأسه حتى يستوي قاعدا وكان يرفع يديه مع هذا التكبير أحيانا . احمد وأبو داود بسند صحيح
ثم يفرش رجله ليسرى فيقعد عليها مطمئن وأمر بذلك فقال ( إذا سجدت فمكن سجودك فإذا رفعت فاقعد على فخذك ليسرى وكان ينصب رجله اليمنى ويستقبل بأصابعه القبلة . النسائي والبخاري واحمد وأبو داود والبيهقي
الاقعاء بين السجدتين :
كان أحيانا يقعي ينصب على عقبيه وصدور قدميه ) مسلم وأبو عوانه
وجوب الاطمئنان بين السجدتين :
وكان يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه وكان يطيلها حتى تكون قريبة من سجدته وأحيانا يمكث حتى يقول القائل قد نسي . البخاري ومسلم
الأذكار بين السجدتين :
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة : ( اللهم أو ربي اغفر لي وارحمني وأجبرني وارفعني وأهدني وعافني وارزقني . أبو داود والترمذي وغيرها من الأدعية
ثم يكبر ويسجد السجدة الثانية وأمر بذلك المسيء صلاته فقال له بعد أن أمره بالاطمئنان بين السجدتين ثم يقول الله اكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله . أبو داود والحاكم
وكان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع هذا التكبير أحيانا . أبو عوانه وأبو داود
ثم يرفع رأسه فيكبر ثم يصنع ذلك في كل ركعة وسجدة فإذا فعل ذلك فقد تمت صلاته وان انقص منه شيئا انقص من صلاته . احمد والترمذي
جلسة الاستراحة ثم يستوي قاعدا على رجله ليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه . البخاري وأبو داود
الاعتماد على اليدين في النهوض إلى الركعة التالية :
ثم كان صلى الله عليه وسلم ينهض معتمدا على الأرض إلى الركعة الثانية وكان يعجن في الصلاة يعتمد على يديه إذا قام الشافعي والبخاري ورواه أبو إسحاق بسند صالح
وكان صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الركعة الثانية استفتح ب(الحمد الله) ولم يسكت مسلم وأبو عوانة
وكان يصنع في هذه الركعة مثل ما صنع في الأولى إلا انه كان يجعلها اقصر من الأولى .
وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة :
وقد أمر المسيء صلاته بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى ثم افعل ذلك في صلاتك كلها أي في كل ركعة .احمد وابن ماجه ومسلم وأبو داود
التشهد الأول
جلسة التشهد
ثم كان صلى الله عليه وسلم يجلس للتشهد بعد الفراغ من الركعة الثانية فإذا كانت الصلاة ركعتين كالصبح جلس مفترشا كما كان يجلس بين السجدتين وكذلك يجلس في التشهد الأول من الثلاثية أو الرباعية. البخاري
وكان صلى الله عليه وسلم يضع حد مرفقه الأيمن على فخذه الأيمن . نسائي وأبو داود
ونهى رجل جالس يعتمد على يده ليسرى في الصلاة فقال إنها صلاة اليهود لا تجلس هكذا إنها جلسة الذين يعذبون. احمد وأبو داود
تحريك الإصبع في التشهد :
وكان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسر على ركبته ليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها . مسلم وابن خزيمة
وكان إذا أشار بإصبعه ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى وتارة يحلق بها حلقة وكان رفع إصبعه يحركها يدعوا بها ويقول لهي اشد على الشيطان من الحديد عني السبابة .أبو داود والنسائي احمد والبزار
وكان يفعل ذلك في التشهدين جميعا وكان أصحابه يأخذ بعضهم على بعض يعني الإشارة بالإصبع في الدعاء . النسائي والبيهقي
وجوب التشهد الأول ومشروعية الدعاء فيه
ثم كان صلى الله عليه وسلم يقرا في الركعتين التحية مسلم واو عوانة
وكان أول ما يتكلم به عند القعدة. التحيات لله
وكان إذا نسيها في الركعتين يسجد سهوا وكان يأمر بها فيقول إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا التحيات الخ وليتخير أحدكم في الدعاء اعجبه إليه فليدع الله عز وجل به . النسائي واحمد والطبراني
وكان صلى الله عليه وسلم يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة في القران والسنة إخفاؤه . أبو داود والحاكم البخاري ومسلم
صيغ التشهد
التحيات لله والصوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عبادك الصالحين فانه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض واشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد عبده ورسوله . وهذا تشهد ابن مسعود حيث قال علمني رسول الله التشهد كما يعلمني السورة من القران . البخاري ومسلم وهناك تشهد ابن العباس وابن عمر وأبي موسى الأشعري وعمر بن الخطاب وعائشة .
وسن النبي على أمته بالصلاة عليه بعد السلام عليه .
وعلم أصحابه أنواع من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم :
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد ) البخاري ومسلم والنسائي
التشهد الأخير
وجوب التشهد
ثم كان صلى الله عليه وسلم بعد أن يتم الركعة الرابعة يجلس للتشهد الأخير
وكان يأمر فيه بما أمر به في الأول إلا انه كان يقعد فيه متوركا يفضي بوركه ليسرى إلى الأرض ويخرج قدمه من ناحية واحدة ويجعل ليسرى تحت فخذه وساقه وينصب اليمنى وربما فرشها أحيانا وكان يلقم كفه ليسرى وركبته يتحامل عليها . البخاري وأبو داود والبيهقي ومسلم
وجوب الصلاة على النبي
قال الرسول الله ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء . احمد وأبو داود
وجوب الاستعاذة من أربع قبل الدعاء
وكان صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليستعذ
بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ثم يدعو لنفسه بما بدا له . مسلم والنسائي
التسليم
ثم كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله ) حتى يرى بياض خده الأيمن وعن يساره ( السلام عليكم ورحمة الله ) حتى يرى بياض خده الأيسر وكان يزيد في التسليم بقول وبركاته .مسلم والترمذي
وجوب السلام
كان صلى الله عليه وسلم يقول ( وتحليلها يعني الصلاة التسليم ) صححه الحاكم والذهبي .
محمد ناصر الدين الألباني
استقبال الكعبة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل الكعبة في الفرض ولنفل وأمر صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ل(المسيء صلاته ) :
(( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء , ثم استقبل القبلة فكبر )) البخاري ومسلم
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي النوافل على راحلته , ويوتر عليها حيث توجهت به شرقا وغربا . البخاري ومسلم والسراج
وفي ذلك قوله تعالى : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) البقرة 115
(وكان أحيانا إذا أراد أن يتطوع على ناقلته استقبل بها القبلة فكبر ثم صلى حيث وجهه ركابه ) أبو داوود وابن حبان
( وكان يركع ويسجد على راحلته إيماء برأسه , ويجعل السجود اخفض من الركوع ) احمد والترمذي وصححه
( وكان إذا أراد أن يصلي الفريضة نزل فاستقبل القبلة ) البخاري واحمد
(وأما في صلاة الخوف الشديد فقد سن صلى الله عليه وسلم لأمته أن يصلوا (رجالا وقياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها) البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم :
((إذا اختلطوا فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس )) البيهقي بسند الصحيحين
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( مابين المشرق والمغرب قبلة )) الترمذي والحاكم وصححاه
وقال جابر رضي الله عنه : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة أو سريه فأصابنا غيم فتحرينا واختلفنا في القبلة فصلى كل رجل منا على حدا فجعل احدنا يخط بين يديه لنعلم أمكنتنا فلما أصبحنا نظرنها فإذا نحن صلينا على غير القبلة فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه السلام (فلم يأمرنا بالإعادة وقال : وقد أجزأت صلاتكم ) . الدار قطني والحاكم والبيهقي
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس (والكعبة بين يديه )قبل أن تنزل هذه الآية (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) سورة البقرة الآية 144
فلما نزلت استقبل الكعبة , فبينما الناس بقباء في صلاة الصبح . إذ جاءهم آت فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن , وقد أمر أن يستقبل الكعبة (ألا) فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام , فاستداروا واستدار إمامهم حتى استقبل بهم القبلة )البخاري ومسلم
*****
القيام
وكان صلى الله عليه وسلم يقف فيها قائما في الفرض والتطوع , ائتمارا بقوله تعالى : (وقوموا لله قانتين ) سورة البقرة الآية 238
وأما في السفر فكان يصلي على راحلته النافلة
وسن لأمته أن يصلوا في الخوف الشديد على أقدامهم أو ركبانا كما تقدم وذلك قوله تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين . فان خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ) سورة البقرة الآية 238,239
وصلى ( صلى الله عليه وسلم في مرض موته جالسا ) الترمذي وصححه احمد
وصلاها كذلك مرة آخرة قبل هذه حين (اشتكى وصلى الناس وراءه قياما , فأشار إليهم أن جلسوا فجلسوا فلما انصرف قال: ( إن كدتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم , يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا , إنما جعل لإمام ليؤتم به , فإذا ركع اركعوا وإذا رفع ارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون )) البخاري ومسلم
السُترة ووجوبها
و(كان صلى الله عليه وسلم يقف قريبا من السترة فكان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع وبين موضع سجوده والجدار ممر شاة ) البخاري وأحمد ومسلم
وكان يقول : ( لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فان أبى فقاتله فان معه القرين ) ابن خزيمة في صحيحه بسند جيد
(ويقول إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها . لا يقطع الشيطان عليه صلاته) أبو داود والبزار والحاكم ووافقه الذهبي والنووي
(وكان أحيانا يتحرى الصلاة عند الاسطوانة التي في مسجده )
(وكان إذا صلى في الفضاء ليس فيه شيء يستتر به غرز بين يديه حربة فصلى إليها والناس وراءه وأحيانا كان يعرض راحلته فيصلي إليها وهذا خلاف الصلاة في أعطان الإبل فانه نهى عنها وأحيانا كان يأخذ الرحل فيعدله فيصلي إلى أخرته) مسلم وابن خزيمة (2/92) وأحمد
وكان يقول ( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل موخره الرحل فليصل ولا يبالي من مر وراء ذلك)مسلم وأبو داود .
( وصلى مرة إلى الشجرة وكان أحيانا يصلي إلى السرير و عائشة رضي الله عنها مضجعة عليه تحت قطيفتها ) البخاري وأحمد والنسائي
(وكان صلى الله عليه وسلم لا يدع شيئا يمر بينه وبين السترة فقد كان يصلي , إذا جاءت شاة بين يديه فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط ومرت من ورائه ) ابن خزيمة في صحيحه
وصلى صلاة مكتوبة فضم يده فلما صلى قالوا يا رسول الله احدث في الصلاة شيء ؟ قال :
(لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وأيم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة احد فليفعل) أحمد والدارقطني والطبراني بسند صحيح
(وكان يقول إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد احد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره وليدرأ ما استطاع وفي رواية فليمنعه مرتين فان أبى فليقاتله فإنما هو شيطان )البخاري ومسلم
(وكان يقول لو يعلم المار بين يديه المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه )البخاري ومسلم وابن خزيمة .
النًية
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى ) البخاري ومسلم وغيرهما وهو مخرج في الإرواء 22
التكبير
ثم كان صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بقوله : (الله أكبر ) مسلم وابن ماجه
وأمر بذلك المسيء صلاته كما تقدم وقال له :
(إنه لا تتم صلاة احد من الناس حتى يتوضأ , فيضع الوضوء مواضعه , ثم يقول الله أكبر ) الطبراني بإسناد صحيح
وكان يقول : ( مفتاح الصلاة الطهور . وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم)أبو داود والترمذي والحاكم
و( كان يرفع صوته بالتكبير حتى يسمع من خلفه ) احمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
و(كان إذا مرض رفع أبو بكر صوته يبلغ الناس تكبيره صلى الله عليه وسلم ) مسلم والنسائي
وكان يقول : ( إذا قال الإمام : الله أكبر فقولوا الله أكبر ) أحمد والبيهقي بسند صحيح .
رفع اليدين
و( كان يرفع يديه تارة مع التكبير وتارة بعد التكبير وتارة قبله ) البخاري وأبو داود والنسائي .
و(كان يرفعهما ممدودة الإصبع ( ويفرج بينهما ولا يضمهما ) أبو داود وابن خزيمة وتمام والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
وكان يجعلهما حذو منكبيه , وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما فروع أذنيه ) البخاري والنسائي وأبو داود .
وضع اليمنى على ليسرى والأمر به
وكان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على ليسرى ) مسلم وأبو داود
وكان يقول : ( إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة ) ابن حبان والضياء بسند صحيح .
و( مر برجل وهو يصلي وقد وضع يده ليسرى على اليمنى فانتزعهما ووضع اليمين على اليسار ) احمد وأبو داود بسند صحيح .
وضعهما على الصدر
وكان يضع اليمنى على ظهر كفه ليسرى والرسغ والساعد ) أبو داود والنسائي وابن خزيمة .
وأمر بذلك أصحابه وكان أحيانا يقبض باليمين على ليسرى ) مالك والبخاري وأبو عوانه . والنسائي والدار قطبي .
و( كان يضعهما على الصدر ) أبو داود وابن خزيمة في صحيحه (1/54/2) واحمد .
و(كان ينهي عن الاختصار في الصلاة , *وهو أن يضع يده على خاصرته كما فسره بعض الرواة * وهو الصلب الذي كان ينهي عنه . أبو داوود والنسائي وغيرهما .
النظر إلى موضع السجود
و( كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه , ورمى ببصره نحو الأرض ) البيهقي والحاكم
و( لما دخل الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها ) البيهقي والحاكم
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي ) أبو داود واحمد بسند صحيح .
و( كان ينهي عن رفع البصر إلى السماء )ويؤكد في النهي حتى قال : ( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم وفي رواية أو لتخطفن أبصارهم ) البخاري ومسلم والسراج وأبو داود .
وفي حديث أخر ( فإذا صليتم فلا تتلفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يتلفت ) الترمذي والحاكم وصححاه .
وقال أيضا في التلفت : ( اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ) البخاري وأبو داود .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته , مالم يتلفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه ) رواه أبو داود
ونهى عن ثلاث : ( عن نقرة كنقر الديك . وإقعاء كإقعاء الكلب , والتلفت كالتفات الثعلب ) احمد وأبو يعلي صحيح الترغيب 556 .
وكان يقول : ( صلي صلاة مودع كأنك تراه فان كنت لا تراه فانه يراك ) المخلص والطبراني وابن ماجه وابن عساكر واحمد .
ويقول : ( ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها , إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله ) مسلم
وقد صلى الله عليه وسلم في خميصه * ثوب خز أو صوف * لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال : ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم واتوني بانبجانية* كساء غليظ * أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي وفي رواية ( فاني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني ) البخاري ومسلم ومالك
( وكان لعائشة رضي الله عنها ثوب فيه تصاوير ممده إلى سهوة فكان صلى الله عليه وسلم يصلي إليه فقال : ( أخريه عني فانه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي ) البخاري ومسلم
وكان يقول : لا صلاة بحضرة طعام , ولا وهو يدافع الاخبثان ) البخاري ومسلم .
أدعية الاستفتاح
ثم كان صلى الله عليه وسلم يستفتح القراءة بأدعية كثيرة متنوعة يحمد الله تعالى فيها ويمجده ويثني عليه وقد أمر بذلك المسيء صلاته فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يكبر ويحمد الله جل وعز ويثني عليه ويقرأ بما تيسر من القرآن ) أبو داوود والحاكم .
وكان يقرأ تارة بهذا وتارة بهذا فكان يقول وسأذكر دعاء واحد فقط .
( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب , اللهم ونقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد وكان يقوله في الفرض . ) البخاري ومسلم
القراءة
ثم كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى فيقول :
( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ) ثم يقرا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولا يجهر بها . أبو داود والترمذي البخاري ومسلم
القراءة آية أية
ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آية آيه ويقف عند نهاية كل آيه وهكذا إلى أخر السورة وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآية ولا يصلها بما بعدها . أبو داود والسهمي
وكان يعظم من شان هذه السورة فكان يقول : ( لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا . ) البخاري ومسلم
التأمين وجهر الإمام به
ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى من قراءة الفاتحة قال ( آمين ) يجهر ويمد بها صوته . البخاري
و(كان يأمر المقتدين بالتامين بعيد تامين الإمام فيقول : ( إذا قال الإمام (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) فقولوا آمين فان الملائكة تقول آمين وان الإمام يقول آمين وفي لفظ إذا امن الإمام فامنوا ) فمن وافق تأمينه تامين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) . الشيخان والنسائي البخاري
و(قال ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتامين خلف الإمام) . البخاري وابن ماجه
قراءته صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة
ثم كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة سورة غيرها . وكان يطيلها أحيانا ويقصرها أحيانا لعارض سفر أو سعال أو مرض أو بكاء صبي كما قال انس بن مالك رضي الله عنه : ( جوز صلى الله عليه وسلم ذات يوم في الفجر وفي رواية صلى الصبح فقرا بأقصر سورتين في القران ) فقيل يا رسول الله لما جوزت قال
0سمعت بكاء صبي فظننت أن أمه معنا تصلي فأردت أن افرغ له أمه .) احمد بسند صحيح
وكان يقول : ( إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فاسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما اعلم من شدة وجد أمه من بكائه ) البخاري ومسلم
وكان يبتدئ من أول السورة ويكملها في اغلب أحواله . ويقول أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود وفي لفظ لكل سورة ركعة ) ابن أبي شيبة وابن نصر والطحاوي وكان تارة يقسمها في ركعتين وتارة يعيدها كلها في الركعة الثانية . احمد وأبو علي
وكان أحيانا يجمع في الركعة الواحدة بين سورتين أو أكثر .
الفتح على الإمام
وسن صلى الله عليه وسلم الفتح على الإمام إذا لبست عليه القراءة فقد صلى صلاة فقرأ فيها , فلبس عليه , فلما انصرف قال لأُبي ( أصليت معنا ؟ فقال نعم ,قال فما منعك أن تفتح علي ؟ أبو داود وابن حبان والطبراني
الاستعاذة و التفل في الصلاة لدفع الوسوسة
وقال له عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه : ( يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي ؟ فقال رسول الله : ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أحسسته فتعوذه واتفل على يسارك ثلاثا ) قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني ) مسلم واحمد .
الركوع
ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة سكت سكته ثم رفع يديه على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الافتتاح وكبر وركع وأمر بها المسيء صلاته فقال له : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله ثم يكبر الله ويحمده ويقرأ ما تيسر من القرآن مما علمه الله وأذن له فيه ثم يكبر ويركع ويضع يديه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي. أبو داود والحاكم والنسائي
صفة الركوع :
وكان صلى الله عليه وسلم يضع كفيه على ركبتيه وكان يأمرهم بذلك وكان يمكن يديه من ركبتيه كأنه قابض عليها وكان يفرج بين أصابعه وأمر المسيء صلاته فقال : ( إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه. ابن خزيمة وابن حبان
وكان يجافي وينجي مرفقيه عن جنبيه وكان إذا ركع بسط ظهره وسواه حتى لو صب الماء عليه لا ستقر وكان لا يصب رأسه ولا يقنع ولكن بين ذلك . مسلم احمد وأبو داود والبخاري والطبراني
وجوب الطمأنينة في الركوع :
وكان يطمئن في ركوعه وكان يقول أتموا الركوع والسجود فالذي نفسي بيده إني لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم وكان يقول ( أسوء الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال لا يتم ركوعها وسجودها . ابن أبي شيبة
أذكار الركوع :
وكان يقول في هذا الركن أنواع من الأذكار والأدعية تارة بهذه وتارة بهذه
سبحان ربي العظيم ثلاث مرات وكان أحيانا يكررها أكثر من ذلك
سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث . احمد وابن ماجه وأبو داود
سبوح قدوس رب الملائكة والروح
سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي وكان يكثر منه في ركوعه وسجوده
وغيرها من الأدعية .
إطالة الركوع :
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل ركوعه وقيامه بعد الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين قريبا من السواء . البخاري ومسلم
النهي عن قراءة القران في الركوع :
وكان ينهي عن قراءة القران في الركوع والسجود وكان يقول : ( ألا واني نهيت عن أن أقرأ القران راكعا وساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم . مسلم وأبو عوانه
الاعتدال من الركوع وما يقول فيه :
ثم كان صلى الله عليه وسلم يرفع صلبه من الركوع قائلا ( سمع الله لمن حمده ) البخاري ومسلم
وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه ثم يقول وهو قام ( ربنا ولك الحمد وأمر بذلك كل مصلي مؤتم أو غير مؤتم فقال ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) البخاري واحمد
إطالة هذا القيام ووجوب الاطمئنان فيه :
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل قيامه هذا قريب من ركوعه كما تقدم بل كان يقوم أحيانا حتى يقول القائل قد نسي من طول ما يقوم
وكان يقول ( لا ينظر الله عز وجل إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين ركوعها وسجودها ) احمد والطبراني .
السجود
ثم كان صلى الله عليه وسلم يكبر ويهوي ساجدا وأمر بذلك المسيء صلاته فقال له لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يقول : سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائما ثم يقول الله اكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله ) أبو داود والحاكم
وكان إذا أراد السجود كبر ويجافي يديه عن جنبيه ثم يسجد وكان أحيانا يرفع يديه إذا سجد . النسائي والدا رقطني
الخرور إلى السجود على اليدين :
وكان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه . ابن خزيمة
وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) أبو داود وتمام
وكان يقول ( إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفع فليرفعهما ) ابن خزيمة واحمد والسراج
وكان يعتمد على كفيه ويبسطهما ويضم أصابعه ويوجهها قبل القبلة . البيهقي وابن خزيمة و أبو داود والحاكم
وكان يجعلهما حذو منكبيه وأحيانا حذو أذنيه وكان يمكن انفه وجبهته من الأرض . أبو داود والترمذي والنسائي
وكان يقول لا صلاة لمن لا يصيب انفه من الأرض مما يصيب جبهته ) الدر قطني والطبراني
وكان يمكن أيضا ركبته وأطراف قدميه ويستقبل بصدور قدميه وبأطراف أصابعهما القبلة ويرص عقبيه وينصب رجليه وأمر به وكان يفتخ أصابعهما . أبو داود والترمذي وصححه النسائي وابن ماجه
فهذه سبع أعضاء كان صلى الله عليه وسلم يسجد بها الكفان والركبتان والقدمان والجبهة والأنف . وقد جعل صلى الله عليه وسلم العضوين الأخيرين عضو واحد في السجود حيث قال و إذا سجد العبد سجد معه سبع آراب وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه . مسلم وأبو عوانه وابن حبان
وكان لا يفترش ذراعيه بل كان يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جبينه حتى يبدو بياض إبطه من ورائه وحتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت . مسلم وأبو عون وابن ماجه والبخاري
وكان يأمر بذلك فيقول ( إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك ويقول اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب وادعم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فانك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك معك ) ابن خزامة والمقدسي والحاكم .
وجوب الطمأنينة في السجود :
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بتمام الركوع والسجود ويضرب لمن لا يفعل ذلك مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا وكان يقول فيه انه من أسوء الناس سرقه وكان يحكم ببطلان صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود كما سبق تفصيله في الركوع وأمر المسيء صلاته بالاطمئنان في السجود .
أذكار السجود :
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الركن أنواع من الأذكار والأدعية :
سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات . احمد وأبو داوود وابن ماجه
وكان أحيانا يكررها أكثر من ذلك
سبحان ربي الأعلى وبحمد ثلاث . أبو داود والدار قطني
سبوح قدوس رب الملائكة والروح
وغيرها من الأدعية .
إطالة السجود :
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل سجوده قريبا من ركوعه في الطول وربما بالغ في الإطالة لأمر عارض قال بعض الصحابة : ( كان يصلي الرسول بنا فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم دعوهما فلما قضى وضعهما في حجره وقال من أحبني فليحب هاذين
ابن خزيمة والبيهقي
فضل السجود :
وكان صلى الله عليه وسلم يقول ( ما من أمتي من احد إلا وأنا اعرفه يوم القيامة قالوا وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق ؟ قال ( أرأيت لو دخلت صيرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل إما كنت تعرفه منها ؟ قال بلى . قال فان أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء ) احمد بسند صحيح والترمذي
ويقول إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم من أثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل اثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن ادم تأكله النار إلا اثر السجود . البخاري ومسلم
الرفع في السجود :
ثم كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا وأمر بذلك المسيء صلاته فقال : ( لا يتم صلاة لأحد من الناس حتى يسجد حتى يطمن مفاصله ثم يقول الله اكبر ويرفع رأسه حتى يستوي قاعدا وكان يرفع يديه مع هذا التكبير أحيانا . احمد وأبو داود بسند صحيح
ثم يفرش رجله ليسرى فيقعد عليها مطمئن وأمر بذلك فقال ( إذا سجدت فمكن سجودك فإذا رفعت فاقعد على فخذك ليسرى وكان ينصب رجله اليمنى ويستقبل بأصابعه القبلة . النسائي والبخاري واحمد وأبو داود والبيهقي
الاقعاء بين السجدتين :
كان أحيانا يقعي ينصب على عقبيه وصدور قدميه ) مسلم وأبو عوانه
وجوب الاطمئنان بين السجدتين :
وكان يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه وكان يطيلها حتى تكون قريبة من سجدته وأحيانا يمكث حتى يقول القائل قد نسي . البخاري ومسلم
الأذكار بين السجدتين :
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة : ( اللهم أو ربي اغفر لي وارحمني وأجبرني وارفعني وأهدني وعافني وارزقني . أبو داود والترمذي وغيرها من الأدعية
ثم يكبر ويسجد السجدة الثانية وأمر بذلك المسيء صلاته فقال له بعد أن أمره بالاطمئنان بين السجدتين ثم يقول الله اكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله . أبو داود والحاكم
وكان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع هذا التكبير أحيانا . أبو عوانه وأبو داود
ثم يرفع رأسه فيكبر ثم يصنع ذلك في كل ركعة وسجدة فإذا فعل ذلك فقد تمت صلاته وان انقص منه شيئا انقص من صلاته . احمد والترمذي
جلسة الاستراحة ثم يستوي قاعدا على رجله ليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه . البخاري وأبو داود
الاعتماد على اليدين في النهوض إلى الركعة التالية :
ثم كان صلى الله عليه وسلم ينهض معتمدا على الأرض إلى الركعة الثانية وكان يعجن في الصلاة يعتمد على يديه إذا قام الشافعي والبخاري ورواه أبو إسحاق بسند صالح
وكان صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الركعة الثانية استفتح ب(الحمد الله) ولم يسكت مسلم وأبو عوانة
وكان يصنع في هذه الركعة مثل ما صنع في الأولى إلا انه كان يجعلها اقصر من الأولى .
وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة :
وقد أمر المسيء صلاته بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى ثم افعل ذلك في صلاتك كلها أي في كل ركعة .احمد وابن ماجه ومسلم وأبو داود
التشهد الأول
جلسة التشهد
ثم كان صلى الله عليه وسلم يجلس للتشهد بعد الفراغ من الركعة الثانية فإذا كانت الصلاة ركعتين كالصبح جلس مفترشا كما كان يجلس بين السجدتين وكذلك يجلس في التشهد الأول من الثلاثية أو الرباعية. البخاري
وكان صلى الله عليه وسلم يضع حد مرفقه الأيمن على فخذه الأيمن . نسائي وأبو داود
ونهى رجل جالس يعتمد على يده ليسرى في الصلاة فقال إنها صلاة اليهود لا تجلس هكذا إنها جلسة الذين يعذبون. احمد وأبو داود
تحريك الإصبع في التشهد :
وكان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسر على ركبته ليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها . مسلم وابن خزيمة
وكان إذا أشار بإصبعه ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى وتارة يحلق بها حلقة وكان رفع إصبعه يحركها يدعوا بها ويقول لهي اشد على الشيطان من الحديد عني السبابة .أبو داود والنسائي احمد والبزار
وكان يفعل ذلك في التشهدين جميعا وكان أصحابه يأخذ بعضهم على بعض يعني الإشارة بالإصبع في الدعاء . النسائي والبيهقي
وجوب التشهد الأول ومشروعية الدعاء فيه
ثم كان صلى الله عليه وسلم يقرا في الركعتين التحية مسلم واو عوانة
وكان أول ما يتكلم به عند القعدة. التحيات لله
وكان إذا نسيها في الركعتين يسجد سهوا وكان يأمر بها فيقول إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا التحيات الخ وليتخير أحدكم في الدعاء اعجبه إليه فليدع الله عز وجل به . النسائي واحمد والطبراني
وكان صلى الله عليه وسلم يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة في القران والسنة إخفاؤه . أبو داود والحاكم البخاري ومسلم
صيغ التشهد
التحيات لله والصوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عبادك الصالحين فانه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض واشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد عبده ورسوله . وهذا تشهد ابن مسعود حيث قال علمني رسول الله التشهد كما يعلمني السورة من القران . البخاري ومسلم وهناك تشهد ابن العباس وابن عمر وأبي موسى الأشعري وعمر بن الخطاب وعائشة .
وسن النبي على أمته بالصلاة عليه بعد السلام عليه .
وعلم أصحابه أنواع من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم :
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد ) البخاري ومسلم والنسائي
التشهد الأخير
وجوب التشهد
ثم كان صلى الله عليه وسلم بعد أن يتم الركعة الرابعة يجلس للتشهد الأخير
وكان يأمر فيه بما أمر به في الأول إلا انه كان يقعد فيه متوركا يفضي بوركه ليسرى إلى الأرض ويخرج قدمه من ناحية واحدة ويجعل ليسرى تحت فخذه وساقه وينصب اليمنى وربما فرشها أحيانا وكان يلقم كفه ليسرى وركبته يتحامل عليها . البخاري وأبو داود والبيهقي ومسلم
وجوب الصلاة على النبي
قال الرسول الله ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء . احمد وأبو داود
وجوب الاستعاذة من أربع قبل الدعاء
وكان صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليستعذ
بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ثم يدعو لنفسه بما بدا له . مسلم والنسائي
التسليم
ثم كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله ) حتى يرى بياض خده الأيمن وعن يساره ( السلام عليكم ورحمة الله ) حتى يرى بياض خده الأيسر وكان يزيد في التسليم بقول وبركاته .مسلم والترمذي
وجوب السلام
كان صلى الله عليه وسلم يقول ( وتحليلها يعني الصلاة التسليم ) صححه الحاكم والذهبي .
abd- عضو
- عدد المساهمات : 95
نقاط : 284
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/05/2010
العمر : 34
مواضيع مماثلة
» حكم اختصار اسم الرسول صلى الله عليه وسلم
» هدي النبي عليه الصلاة والسلام في الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير
» هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العمل الخالص لوجه الله تعالى
» إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب للبخاري ومسلم ـ الدرس الثالث: هدي النبي عليه الصلاة والسلام في الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير
» إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب للبخاري ومسلم ـ الدرس الثاني: هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العمل الخالص لوجه الله تعالى
» هدي النبي عليه الصلاة والسلام في الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير
» هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العمل الخالص لوجه الله تعالى
» إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب للبخاري ومسلم ـ الدرس الثالث: هدي النبي عليه الصلاة والسلام في الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير
» إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب للبخاري ومسلم ـ الدرس الثاني: هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العمل الخالص لوجه الله تعالى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى