منتديات نور عيني
.. أهلاً بمن أتانا بتحية وسلام ..

.. يريد منا ترحيباً بأحلى كلام ..

.. يريد أن ننرحب به للإنضمام ..

.. إلى مركب أعضاءنا الكرام ..

مع تحيات
منتدى نور عيني..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور عيني
.. أهلاً بمن أتانا بتحية وسلام ..

.. يريد منا ترحيباً بأحلى كلام ..

.. يريد أن ننرحب به للإنضمام ..

.. إلى مركب أعضاءنا الكرام ..

مع تحيات
منتدى نور عيني..
منتديات نور عيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الترهيب من كثرة الكلام ...

اذهب الى الأسفل

الترهيب من كثرة الكلام   ... Empty الترهيب من كثرة الكلام ...

مُساهمة من طرف نور السبت يونيو 12, 2010 2:04 am


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام ، لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم ، واليوم الحديث عن الترهيب من كثرة الكلام ، القاعدة الذهبية : " أنه من كثر كلامه كثر خطأه " ، فيك يا فلان خصلتان ، يحبهما الله ورسوله : الصمت وحسن الخلق ، الساكت في سلامة ، والمتكلم إما له أو عليه .
احذر لسانك أيها الإنســان لا يلدغنك إنه ثعبـــان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان
***
أول حقيقة في هذا الدرس أنك حينما لا تعدّ كلامك من عملك فأنت في خطأ كبير ، فعَنْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ سبعين خريفاً )) .
[أحمد]
كلمة ، كلمة تسبب طلاق ، كلمة تسبب فصم شركة ، كلمة تسبب شقاء أسرة ، كلمة تسبب عداء مستحكم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ سبعين خريفاً )) .
[أحمد]
أيها الإخوة الكرام ، هناك وهم عند المسلمين خطير جداً ، وهو أن المسلم حينما يتوهم أنه لم يفعل الكبائر ، لا قتل ، ولا سرق ، ولا زنا ، ولا شرب خمر ، كأنه نجا ، استمع إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام (( أَلَا إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَدًا ، وَلَكِنْ سَيَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِي بَعْضِ مَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَيَرْضَى بِهَا )) .
[ ابن ماجه عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ ]
أكثر المسلمين عنده قائمة طويلة يتوهم أن كل بنودها صغائر لا قيمة لها ، ولا تقدم ، ولا تؤخر ، ويقول لك : كلام في كلام ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : (( حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا ، فَقَالَ : مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلًا ، وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ ، وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا ، كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً ، فَقَالَ : لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ )) .
[الترمذي ، أبو داود ، أحمد]
مع أن أكبر مدينة ساحلية مياهها آسنة ، تخوض غمار البحر عشرات الكيلو مترات والماء ، أسود ، والبحر لا ينجس ، البحر طهور ماءه ، حل ميتته ، أما كلمة قصيرة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته .
هذا اللقاء وهذا الدرس حول أخطاء اللسان الكبيرة ، ترى المجتمع ممزقًا ، السر الحي منقسم ، بسبب هذا اللسان ، لذلك عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ )) .
[أحمد]
أكبر كلمة ينبغي أن نذكرها في هذا الدرس : يجب أن تعد كلامك من عملك ، أضرب لكم بعض الأمثلة .
امرأة مؤمنة طاهرة ، لها زوج تحبه ويحبها ، وتطيعه ويكرمها ، أنجبت مولوداً ، زارتها جارة لها ، قالت لها : ماذا قدم لك في هذه المناسبة ؟ قالت : ما قدم لي شيئًا ، قالت : يا حوينتك به ! كلمة ، تألمت ، صغرت أمامها ، يليق بك زوج يضعك في عينيه ، زوجها فقير ، وموظف ، ودخله من حلال ، وليس مستعدًا أن يمد يده للحرام ، فلما قالت لها هذه الكلمة اسود زوجها في عينيها ، جاء ظهرًا فإذا هي متغيرة ، ما فيها ابتسامة ، ولا أهلاً وسهلاً ، منزعجة ، ما الذي حصل ؟ اسكت ، يعلو صوته عليها ، يعلو صوتها عليه ، يتكلم كلمة قاسية تبكي ، تذهب إلى بيت أهلها ، تأتيها خالتها وعمتها يغذيانها ، ألاّ تعودي إليه ، قد ينتهي هذا الزواج بالطلاق ، والله عندي آلاف الشواهد من كلمة قالتها جارة ، هذه التي قالت شيطانة .
قصة ثانية ، شابة نشأت في بيت مؤمن ، بيت فيه منهج ، فيه أدب ، فيه حياة ، همها قيام الليل ، همها صلاتها ، همها عبادتها ، همها دراستها ، همها تحصينها ، واثقة من نفسها ، واثقة من ربها عز وجل ، يأتي قريب لها من محارمها ، لماذا أنت سوداء ؟ لمن أنت طالعة ، لا يخطر في بالها إطلاقاً معنى لونها ، هذا بعيد عن عالمها كلياً ، فعلاً هي غامقة ، من يخطبك ؟ هذا الإنسان بحقها مجرم أدخلها في عقدة .
والله أيها الإخوة ، كل كلمة تقال في المجالس ، في السهرات ، في النزهات ، في الندوات ، أحياناً تقول : شيطان يتكلم ، تدخل إلى بيت صغير ، صاحبه فرح به ، مختل توازنه من فرحه ، عنده بيت ملك ، ماذا هذا البيت ؟ يقول له : هذا لا يسكن ! كيف اشتريته ، هو عنده بيت ثلاثمئة متر ، وهو تاجر ، وغني ، وهذا الذي زاره ابن أخيه موظف محترم ، مستقيم صادق ، أخذ بيتًا ستين مترًا ، يسوّده في عينيه ، ترى حياته نغصت ، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام : (( ليس منا من فرق )) .
[الطبراني عن معقل بن يسار]
والله أيها الإخوة ، أنا لا أصدق أن مؤمنًا يسوّد حاجات إنسان مستقيم بعينه ، إما أن يسوّد بعينه عينه ، أو زوجته ، أو أولاده ، أو دخله ، أو وظيفته ، يكون موظفًا يشتغل بمحل ، صاحب المحل إنسان كريم ، ويعطيه معاشًا معقولًا ، وفي ذهنه أشياء كثيرة له ، يزوجه فرضاً ، يأخذ له بيتًا ، وهما في تفاهم ، وفي إخلاص ، وفي ود ، يأتي عنده إنسان ، ماذا يعطيك ؟ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ )) .
[الترمذي]
والله ثمانية آلاف ، ثمانية ؟ لا تكفيك ثلاثة أيام ، أنت مجنون ، أنت تستحق عشرين ، كبر رأسه ، بدأ ينتقم ، يعترض ، لا يكفي المعاش ، قال له صاحب العمل : مع السلامة ، ما وجد عملا ، عنده زوجة ، أنت ماذا فعلت معه ؟
والله أيها الإخوة ، أكثر المتكلمين المنقطعين عن الله شياطين ، يفرقون بين المرء وأهله ، بين الأم وابنها ، بين الشريك وشريكه ، بين الجار وجاره ، ما عنده غير النقد ، ما عنده إلا الاستعلاء ، كأنه أكل أكلة حامضة ، دائماً مكشر ، ما عنده إلا النقد ، تصغير حاجات الناس في عيونهم ، فلذلك يقول عليه الصلاة والسلام (( ليس منا من فرق )) .
[الطبراني عن معقل بن يسار]
وهذا الحديث أيها الإخوة والله ينخلع له القلب .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ )) .
[ متفق عليه ]
أحيانا لا يتكلم ، ماذا قالوا : تزوجت ؟ نعم تزوجت ، من أخذت ؟ والله فلانة ، لا يتكلم ولا كلمة ، فقط يهز ثوبه ، يطلقها ثاني يوم ، ماذا قلت ؟
أقسم بذات الله ، أحياناً لا أرى في هؤلاء الأشخاص إلا شياطين من الإنس ، معلمة عندها طالبة متربية ، عندها خجل ، المدرسة لها رهبة عندها ، تقول لها : أنت غبية ، وهي في الصف السادس أو في السابع ، تنشئ عندها عقدة للموت ، أنها غبية لا تنجح ، تكون متفوقة ، قالت لها المعلمة : إنها غبية .
أنا أقول لكم أيها الإخوة : الشريحة الكبيرة من المسلمين لا تزني ، الشريحة العريضة في بلادنا لا تزني ، لا تشرب خمر ، لا تقتل ، لا تسرق ، لكن هذا اللسان خطير ، كيفما تكلم ينتقد ، وكيفما تكلم يؤذي ، وكيفما يتكلم يستعلي ، وهذا الشيء بين النساء كبير جداً .
أحيانا تستعير سوارين أو ثلاثة للعرس ، تضع من هنا إلى هنا ، والله زوجي اشترى لي ، هذه التي تتفاخر بما ليس لها شيطانة ، همّها أن تكسر عين مَن حولها ، وتستعلي عليهم ، ترى مجتمع المسلمين مجتمعًا ممزقًا ، مجتمعًا فيه عداوات ، وفيه خصومات من هذا اللسان .
احذر لسانك أيها الإنســان لا يلدغنك إنه ثعبــــان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان
فلذلك الترهيب من كثرة الكلام ، من كثر كلامه كثر خطأه ، نضر الله عبداً أوجز في كلامه ، واقتصر على حاجته ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )) .
[ البخاري ومسلم ، والترمذي ، واللفظ له ]
إذا كان عندك رغبة بدراسة اجتماعية فاجلس جلسة مع أقربائك ، وكن مستمعًا ، ولاحظ ماذا يقولون ، تسعون بالمئة من حوارهم حول كلمة قال فلان متجنياً على فلان ، وفلان رد عليه بكلمة أقسى ، وصاروا في قطيعة بينهما ، لا تزاور ، ولا تواصل ، من كلمة ، فلذلك النبي عليه الصلاة والسلام ما من شيء يقرب بيننا إلا ذكره ، وما من شيء يباعد بيننا إلا نهانا عنه ، فأنت اجمع الأحاديث الاجتماعية .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَا تَحَاسَدُوا ، وَلَا تَنَاجَشُوا ، وَلَا تَبَاغَضُوا ، وَلَا تَدَابَرُوا ، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَحْقِرُهُ ، التَّقْوَى هَاهُنَا ، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ ، وَمَالُهُ ، وَعِرْضُهُ )) .
[متفق عليه]
وأنا أقول لكم : كلما تماسك الناس عن طريق الانضباط ، عدم الغيبة ، عدم النميمة ، أقول لكم مرة ثانية : هناك كبائر لسانية ، كبائر لسانية تحول بينك وبين دخول الجنة ، منها النميمة ، وهي ـ والله ـ متفشية بين المسلمين بشكل وبائي ، سمعت ما قال عنك ؟ قال : إنك لا تفهم شيئًا ، فعلاً قالها ، لكن أنت حينما قلت له ماذا فعلت ؟ ماذا حققت ؟ لو سكتت فهناك شعرة معاوية بينهما ، هناك بقية تواصل ، أما المؤمن فلا يمكن أن ينقل كلامًا سيّئًا قيل في فلان لفلان ، يحدث شرخًا ، وانهدامًا ، وحقدًا ، وتفكيرًا بالانتقام ، وأحدث فضيحة ، ونشر غسيلا ، مجتمع المسلمين مفتت ، مجتمع المسلمين متناحر ، متحاسد ، متنابز بالألقاب ، هناك استهزاء ، وسخرية ، واستعلاء ، تقول لي : مؤمن تصلي ، مؤمن تصوم وتحج ، هذه عبادات شعائرية بينك وبين الله ، وهذه عبادات شعائرية فيها تقبض ثمن استقامتك ، فإن لم تكن مستقيماً ـ والله ـ فلا معنى لها إطلاقاً ، اسألني الدليل ، نبدأ بالصلاة .
النبي عليه الصلاة والسلام لما سأل أصحابه الكرام من هو المفلس : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( أتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا لَهُ دِرْهَمَ ، وَلَا دِينَارَ ، وَلَا مَتَاعَ ، قَالَ : الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ )) .
[ مسلم ، الترمذي ]
أين صلاته ؟ الإنسان حينما يفرق بين الناس بكلامه ، حينما يرتكب جريمة النميمة ، قَالَ حُذَيْفَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ )) .
[مسلم]
لا صلاة لك ، ولا صيام لك ، ولا حج لك ، ليس معقولا ، دائماً كلامك فيه إساءة ، فيه نقد ، فيه تجريح ، فيه قنص ، وأنت مرتاح ، السهرة إلى الساعة الواحدة كلها بالغيبة والنميمة ، والجماعة مسرورون ، بعد ذلك يقرؤون الفاتحة حينما ينتهون ، وكأنهم في عبادة .
أيها الإخوة قال عليه الصلاة والسلام : (( أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )) .
[ البخاري ومسلم ، والترمذي ، واللفظ له ]
(( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ )) .
[الترمذي]
مرة زرت أحد إخواننا الكرام ، غرفة الضيوف صغيرة جداً ، إلى درجة أنها لا تتسع إلا لعدد من المقاعد ، وفيها طاولة في الوسط ، وبين المقاعد والطاولة مسافة صغيرة جداً ، فالأخ استحيا بهذه الغرفة ، قلت له : من أنت أمام سيد الخلق ، وحبيب الحق ؟ كانت غرفته التي ينام فيها لا تتسع لصلاته ونوم زوجته ، فكانت زوجته عائشة رضي الله عنها تنزاح جانباً كي يصلي ، هل هناك غرفة نوم لواحد منا لا تتسع لنوم امرأته وصلاته ؟ كم مساحتها ؟ قلت له هذا الكلام فَسُرّ .
أنا أرى ـ والله ـ وأطبق ذلك ، أينما تحركت ، أينما دخلت أحسن دنيا الناس في عيونهم ، العبرة بمعرفتك لله ، العبرة بطاعتك له ، العبرة غنى النفس ، الغنى والفقر بعد العرض على الله .
هناك حالات ثانية ، إنسان يشكو لك ابنه ، تقول له : والله أنا عندي ابن ما شاء الله ، قمة في الكمال ، حرقت قلبه بزيادة عندك ابن جيد ، اشكر ربك بينك وبين ربك على انفراد ، لكن ما وجدت مناسبًا أن تشكر الله على ابنك الصالح إلا أمام هذا الذي يتلوى من عقوق ابنه ؟ يجب أن تتكلم كلامًا طيبًا .
تريد دليلا ؟ عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ ، وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ ، وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا حَنْظَلَةُ ؟ قَالَ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا أَبَا بَكْرٍ ، نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ ، فَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْأَزْوَاجِ وَالضَّيْعَةِ نَسِينَا كَثِيرًا ، قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنَّا لَكَذَلِكَ ... )) .
[مسلم ، الترمذي]
أنا ـ والله ـ أرى التقرب من الله إذا شكا إنسان لك شيئًا ألاّ تتركه مستوحشًا وحده ، والله قضية عامة ، يا أخي ، والله بلوى عامة ، الآن صعب جدًّا ، الأولاد صعاب جدا ، وسائل الإغراء كثيرة ، الله يعينني ويعينك على تربيتهم ، فيها جبر خواطر ، فيها طمأنينة ، كلما رأيت إنسانًا شكا لك قضية فأنت تستثني نفسك ، وأنت عندك زوجة ليس لها مثيل ، وما شاء الله ، طبخ ، ونفخ ، وأناقة ، وشكل ، ما علاقتهم بزوجتك ؟ هذا كلام من الشيطان ، يؤكد هذا لما شكا القبطي له مرة ثانية ، قال : هذا من عمل الشيطان .
أنا أحياناً لما أسمع عن إنسان مجرم ، وألقي القبض عليه ، وصُوّر بحالة ذل شديد ، أقول : هذا من عمل الشيطان ، اضبط كلامك ، يمكن أن ترقى إلى أعلى عليين عن طريق لسانك ، هناك كلمة مطمئنة ، كلمة فيها تطيب قلب .
الآن في الإيجابيات ، يدخل إنسان موظف كبير ، حوله موظفون صغار ، لا يتكلم كلمة ، ولا يسلم ، ولا يسأل ، يظن أن هذا يعلو به مقامه ، لا ، لو سألت هذا الحاجب : كيف حالك يا بني ؟ إن شاء الله بخير ، صحتك طيبة ، أولادك بخير ، يمكن أن يبقى شهرًا يترنم بكلامك ، ماذا كلفك هذا ؟ كلمة طيبة ، والكلمة الطيبة صدقة ، ترى المؤمن موفقًا محبوبًا متواضعًا ، يطيّب قلوب الناس .
كثير من موضوعات بالكلام أيها الإخوة ، إما أن تمدح أهلك مدحًا غير معقول ، أو أن تمدح أولادك ، كيفما جلست تتكلم المرأة عن أولادها ، وأولادها دون الوسط ، وقد يكونون أقرب إلى الضعف ، هوس ، مديح الأهل ، مديح الزوج ، مديح الأولاد ، مديح البيت من أجل الاستعلاء ، ترى هذا الكلام كله كلامًا شيطانيًّا ، لذلك قال الله عز وجل :

[ سورة النجم ]
المعنى المخالف : أن معظم كلام الناس أحياناً وهم في غفلة عن الناس ينطقون عن الهوى ، النبي e لا ينطق عن الهوى ، لا يتكلم كلامًا لإحراج إنسان ، حتى إنه في بعض الآثار : " لا تحمروا الوجوه " ، لا تحرج إنسانًا ، قال له : السعر ، فرضاً ، وهو لا ينتبه ، وأمام عشرين شخصًا ، معقول ، هذا السعر ، أين أنت ، القضية ليست متعلقة بالعقيدة ، ولا متعلقة بالدين ، متعلقة بدرجة حرارة ، أو بخبر سمعه ، يحرجه ، هناك أشخاص قناصون ، يحب أن يحرج الناس ، وفي الأثر : " لا تحمر الوجوه " ، لا تخجله ، قال كلمة لا علاقة لها بالدين ولا بالعقيدة ، اسكت عنها .
أيها الإخوة ، (( أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )) .
[ البخاري ومسلم ، والترمذي ، واللفظ له ]
يده موضوع آخر ، اليوم درسنا ( بلسانه ) فقط ، من الصور الرائعة التي وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ )) .
[ البخاري ، الترمذي ، أحمد ]
لحييه لسانه ، ما بين رجليه فرجه ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ : (( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ ، قَالَ : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ اللَّهَ ، وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ، قَالَ : ثُمَّ تَلَا : ] تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ [ حَتَّى بَلَغَ ] يَعْمَلُونَ [ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ ، وَعَمُودِهِ ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ ، قَالَ : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ )) .
[الترمذي]
حينما تعلم أن كلامك من عملك فلك حال مع الله راقٍ جداً ، ضبط اللسان يحتاج إلى جهد كبير ، لأن الكلمة إلقاؤها سهل جداً ، إن أردت أن تقيم وليمة تحتاج إلى وقت ، تفرغ ، إعداد الأعمال ، كلها تحتاج إلى جهد ، إلا الكلام ، كلمة ، قال كلمة ومشى ، وهذه الكلمة فعلت فعل القنبلة في هذه الأسرة .
فلذلك يجب أن نعد كلامنا من عملنا ، (( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ )) .
لذلك هناك تعريض ، وتوبيخ ، وازدراء ، وسخرية ، وتهكم ، وتمطٍّ ، ومناوشة ، ومهاترة ، وتنابز بالألقاب .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ )) .
[ متفق عليه ]
كلمة ، لذلك في بعض الأقوال : قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة .
هناك أشخاص أيها الإخوة أسهل شيء عليهم إلقاء التهم ، يلقون هذه التهم وكأنها قنابل ، وينصرفون ، صدقوا في هذا الأسبوع سمعت تهجمات على بعض الأشخاص ، والله كلام لا أصل له ، لا أصل له إطلاقاً ، وتحققت من ذلك ، قال تعالى :

[ سورة الحجرات ]
أتمنى أن أضع بين أيديكم قاعدة ، لك أخ محب ، تحبه ويحبك ، وتقدره ويقدرك ، وتعظمه ويعظمك ، بلغك عنه قصة سيئة جداً ، ماذا تفعل ؟ سأقول لكم ماذا سيجري ، تحتقره احتقارًا ، وأسقطه من حسابك ، وبالتعبير العامي قطعت له ورقة ، ما تحققت ، ما سألت ، ما بحثت ، ما دققت ، هذا عمل خطير جداً ، وعمل فيه مؤاخذة كبيرة من الله ، تأتي إليه ، يا أخي بلغني عنك كذا وكذا ، بينك وبينه ، وأنت غال علي ، أنا أخ وفيّ لك ، حدثني عن حقيقة هذه التهمة ، أول احتمال رائع ، تكون التهمة لا أساس لها من الصحة ، والله مئات التهم تصل إلى سمعي أنا لا أصدقها ، لما أتحقق فعلاً أجد أنه لا أصل لها ، لو أنني تورطت ، واتهمت هذا الإنسان في دينه ، أو في علاقاته ، وأنا غير منصف ، أنا أؤاخذ ، لذلك الإمام الغزالي حدثنا عن غيبة القلب ، القلب يغتاب من هنا قال عليه الصلاة والسلام : (( الذنب شؤم على غير صاحبه إن ذكره فقد اغتابه وإن رضيه شاركه في الإثم وإن عيره ابتلي به )) .
[ورد في الأثر]
تصور أنت لم تذنب ، لكن غيرك أذنب ، أنت أمام ثلاثة مزالق ، أول مزلق أن تقع في الغيبة ، والثاني أن تقع في مشاركة الإثم ، والثالث أن تقع في التعيير ، ومن عير أخاه بشيء ابتلاه الله به .
لكن هناك حالة ثانية ، تعرف أن أخاك إنسان ورع جداً ، ومستقيم ، وتعرف له خصوم ، فجاءتك عنه تهمة ، أنت موقن أنها غير صحيحة ، فإذا ما سألته فلا مانع ، إذا لم تهز هذه الفكرة أو هذه التهمة مكانة أخيك عندك فما مِن داعٍ أن تقول له ، لكن هذه التهمة غيرت قلبك اتجاهه ، هناك استفهام ، ينبغي أن تفاتحه ، تفاتحه ، أو لا تفاتحه ، تفاتحه إن تغير قلبك اتجاهه ، ولا تفاتحه إن كنت متأكداً من استقامته ومن عفافه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ )) .
[ متفق عليه ]
قال تعالى :

[ سورة البقرة : 83]
نأخذ الناحية الإيجابية ، قال تعالى :

[ سورة فصلت ]
الآية الثانية :

[ سورة النحل : 125]
( أحسن ) اسم تفضيل ، ففي المجادلة يجب أن تختار أفضل كلمة ، أحسن كلمة ، أحسن عبارة ، قال تعالى :

[ سورة النحل : 125]

في الدعوة إلى الله الموعظة الحسنة ، أما في المجادلة ] وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ ، في أثناء المجادلة هناك جرح ، إذا كان عندك عشر جمل يجب أن تختار أحسنها ، أما في الدعوة على الله فينبغي أن تكون الدعوة حسنة ، أما في المجادلة فيجب أن تكون أحسن .
ثم دققوا في هذا الكلام ، المنهج في الحوار من أجل ضبط اللسان ، قال تعالى :

[ سورة سبأ ]
الحق كرة عندنا أو عندكم ، هذا فيه تواضع ، ما فيه استعلاء ، الإمام الشافعي يقول : " أنا على حق ، وخصمي على باطل ، وقد أكون مخطئاً ، وخصمي على باطل ، وقد يكون مصيباً " .
هذه النفسية المتواضعة تحبب الناس إليك ، والنفسية المتعجرفة التي فيها استعلاء ، هذه تبغض الناس منك ، لو تجاوزنا ذلك إلى أنه يمكن أن تكذب برخصة من النبي صلى الله عليه وسلم للتقريب بين المؤمنين ، هناك خصومة ، وشحناء بين اثنين ، التقيت بأحدهما ، قلت له :
البارحة كنت عند خصمك ، البارحة فعلاً جاءت سيرتك ، أثنى عليك كثيرا ، ما شاء الله يعرف قيمتك ، يلين قلبه وارتاح ، والله أنا غلطان ، هذا مطلوب منك ، طبعاً مطلوب ، لا تنقل شيئا سيئا ، هذا سلبي ، الإيجابي مطلوب ، أن تنقل أجمل صورة ، أحيانا الأب والأم ، يغضب الأب تكون الأم غائبة ، يسب أحياناً ، ماما سبك في غيابك ، شيطان ، أحياناً أحد أسباب الشقاق الزوجي الأولاد ، يعرف أنه أبوه ، يرضيه أن يحدثه عن أخطاء أمه ، ويعرف أن الأم ترضى إذا حدثها عن أخطاء أبيه ، ترى الزوجين في حرب ، والسبب هؤلاء الأولاد .
أيها الإخوة ، إياكم وفساد ذات البين إياكم ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ ، لَا أَقُولُ : تَحْلِقُ الشَّعَرَ ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ )) .
[ الترمذي ]
هل هناك حديث أوضح من هذا الحديث (( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ ، لَا أَقُولُ : تَحْلِقُ الشَّعَرَ ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ )) .
الآية الكريمة :

[ سورة الأنفال : 1]
أمر إلهي وكل أمر في القرآن يقتضي الوجوب ،

شيء آخر ، تحدثنا قبل قليل عن الصلاة ، أنها إن رافقها سباب وشتائم ، وعدوان وضرب ، وأكل مال حرام ، هذه الصلاة لا قيمة لها ، قد تنتهي بصاحبها في النار .
الصيام : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )) .
[ البخاري ، الترمذي أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ]
كأنه لم يصم ، و رُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .
الزكاة ، قال تعالى :


[ سورة التوبة : الآية 53]
بقي الحج ، من حج بمال حرام ، و وضع رجله في الركاب ، و قال : لبيك اللهم لبيك ، ينادى : أن لا لبيك ، ولا سعديك ، وحجك مردود عليك .
بالدليل القطعي الثابت ، لا الصلاة ، ولا الصيام ، ولا الحج ، ولا الزكاة تنفع صاحبها إن لم يكن مستقيماً على أمر الله ، بالتعبير المهني ضربة المعلم أن أدعوكم إلى الاستقامة ، الاستقامة تقطف كل ثمار الإسلام ، من دون استقامة الإسلام ثقافة ، معلومات ، وكتب ، ومجلات ، ومحاضرات ، وندوات ، ومؤتمرات ، ومساجد ، لكن هذا كله لا يقدم ولا يؤخر ، لأن الله عز وجل يقول :

[ سورة فصلت ]
آخر حديث ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ )) .
[ متفق عليه ]
كلمة فيها تطييب قلب ، كلمة فيها احترام ، كلمة فيها دعوة للصبر ، كلمة فيها أن يرضى عن ربه .
أحياناً إنسان يشكو لك أمره مع الله ، الله عز وجل غفور رحيم ، الله عز وجل سميع عليم ، الله يمتحنك ، إذا أحب الله عبد ابتلاه ، إذا أحب الله عبداً جعل حوائج الناس عنده ، هناك كلمات تملأ القلب سرور ، هذا الحديث إيجابي : (( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ )) .
كم من كلمة مخلصة سببت هداية إنسان ، كم من كلمة حانية دفعت إنساناً إلى طريق الخير ، كم من كلمة صادقة رفعت حال إنسان إلى أعلى عليين ، كما أن هناك أحاديث فيها ترهيب هناك أحاديث فيها ترغيب .
والحمد لله رب العالمين



لا
نور
نور
عضو
عضو

عدد المساهمات : 114
نقاط : 312
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/05/2010
العمر : 32

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى