العدل في القيادة
صفحة 1 من اصل 1
العدل في القيادة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
عن أبي ذر رضي الله عنه :
(( قلتُ : يا رسولَ الله ، ألا تَسْتَعْملُني ؟ ـ أي عينّي في منصب ـ قال : فَضَرَبَ بيدهِ على مَنْكِبي ـ تحبباً ـ ثم قال : يا أبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعيفٌ ، وإِنَّها أمَانَةٌ ، وإنها يومَ القيامةِ خِزيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلا مَنْ أَخذَها بِحَقِّها ، وَأدَّى الَّذِي عليه فِيهَا )) .
[ رواه مسلم عن أبي ذر] .
أي عمل قيادي ولو على عشرة أشخاص مسؤولية كبيرة أمام الله يوم القيامة ، لعله قصر في حقهم ، لعله حاب بعضهم ، لعله غفل عن حقوقهم ، لعله ما أحسن قيادتهم ، لعله انحاز إلى بعضهم .
(( وإنها يومَ القيامةِ خِزيٌ وَنَدَامَةٌ )) .
الإنسان لو يعلم كم هو مسؤول لو ولي أمر عشرة ، بالخدمة الإلزامية عريف له حساب خاص ، كلما ارتفعت في منصب كلما كانت المسؤولية أكبر .
( سورة الصافات ) .
سيدنا عمر كتب كتاباً لأحد الولاة قال له : " خذ عهدك ، وانصرف إلى عملك ، واعلم أنك مصروف رأس سنتك ، وأنك تصير إلى أربع خلال ، أولاً : إن وجدناك أميناً ضعيفاً استبدلناك لضعفك ، وسلمتك من معرتنا أمانتك ، وإن وجدناك خائناً قوياً استهنَّا بقوتك، وأوجعنا ظهرك ، وأحسنَّا أدبك ، وإن جمعت الجرمين ـ الضعف والخيانة ـ جمعنا عليك المضرتين ، وإن وجدناك أميناً قوياً زدناك في عملك ، ورفعنا لك ذكرك ، و أوطأنا لك عقبك " ، أخذ من قوله تعالى :
( سورة القصص ) .
هذه واحدة ، فالإنسان لا يفرح بمنصب قيادي لأنه في حساب شديد ، والله لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها ، لِمَ لم تصلح لها الطريق يا عمر ؟ طبعاً المنصب القيادي له ميزات ، وعليه تبعات ، لو نظرت إلى تبعاته لزهدت في ميزاته ، لو نظرت إلى تبعاته ، وشدة المسؤولية ، والحساب الشديد ، لزهدت في ميزاته .
" من ولي أمر عشرة فلم يحسن ولايتهم لا يروح رائحة الجنة ".
طبعاً العدل أساس ، الحكمة أساس ، الرحمة أساس ، الإنفاق أساس ، الاهتمام ، التفقد .
حديث آخر : قال رسول صلى الله عليه وسلم :
(( ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهم : الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ـ لك عند الله دعوة مستجابة ـ والإِمَامُ العادلُ ، ودعوةُ المَظْلُومِ )) .
[أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة ] .
الإمام العادل له عند الله شأن كبير ، لأنه حقق العدل ، العدل هو الله ، فكل إنسان يقيم العدل يحقق هذا الكمال الإلهي ، يقرب الناس إلى الله ، وكل إنسان يفعل خلاف العدل يبعد الناس عن الله ، الله هو العدل .
الأحاديث دقيقة جداً منها :
(( يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة ، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين صباحاً )) .
[أخرجه الطبراني عن ابن عباس ] .
إذا كل يوم ثلاثين ميلي ضرب أربعين ، إذا إنسان مجرم أُعدم في ساحة عامة وكان عبرة للناس ، هذا الحد الذي يقام في مجتمع أفضل من مطر أربعين يوماً ، لأن فيه ردع للآخرين ، قال تعالى :
( سورة البقرة الآية : 179 ) .
أنا أذكر قصة عن سبعة أو ثمانية أشخاص ذهبوا إلى صائغ بالنبك ، أو بيبرود ، وأخذوه بالقوة ، وأخذوا منه الذهب ـ يقدر بستة عشر كيلو ـ ، وقتلوه ، في أقل من أسبوعين كشفوا وشنقوا كلهم ، بنفس ساحة يبرود .
إقامة العدل شيء مريح ، الناس ترتاح كثيراً ، هكذا يقول عليه الصلاة والسلام :
(( يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة ، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين صباحاً )) .
[أخرجه الطبراني عن ابن عباس ] .
هناك حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام :
(( أَحَبُّ النَّاسِ إِلى الله يوم القيامة وأدْنَاهُمْ منه مَجْلِساً : إمَامٌ عَادِلٌ ، وأَبغَضُ النَّاسِ إلى الله تعالى ، وأَبعدهم منه مجلساً : إمَامٌ جَائِرٌ )) .
[ أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري ] .
هناك نقطة مهمة ، نحن عندنا عبادة مقيدة ، وعندنا عبادة مطلقة ، العبادة المطلقة أفضل ، أنت من ؟ أنت إنسان بمنصب معين ، مدير ناحية ، عندك خمس قرى تحت إشرافك، ما هي عبادتك ؟ السهر على مصالح هؤلاء الناس ، إقامة العدل فيما بينهم ، الحرص على مصلحتهم ، الحرص على مصالحهم ، أنت من أنت ؟ أنت غني ، ما عبادتك ؟ إنفاق المال ، أنت من ؟ عالم ، ما عبادتك ؟ إلقاء العلم ، أنت من ؟ تحتل منصباً معيناً ، ما عبادتك ؟ إحقاق الحق ، أنت امرأة ما عبادتك ؟ رعاية زوجك وأولادك فقط ، هذه أرقى عبادة ، فكل إنسان له هوية ، مهندس ، طبيب ، معلم ، أنت معلم العناية بطلابك ، طبيب العناية بالمرضى ، الله أقامك طبيباً ، التقرب إلى الله بإتقان عملك ، وخدمة المسلمين ، الله أقامك معلماً العناية بالطلاب ، فأول عبادة أن تحقق المقام الذي أقامك الله به ، أن تتقن المقام الذي أقامك الله به .
لذلك قالوا : " العدل حسن لكن في الأمراء أحسن ، والسخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن ، والصبر حسن لكن في الفقراء أحسن ، والحياء حسن لكن في النساء أحسن ، والتوبة حسن لكن في الشباب أحسن ، والورع حسن لكن في العلماء أحسن " .
كل إنسان له هوية ، إمام ، عالم ، غني ، فقير ، شاب ، امرأة ، أرقى عبادة للشاب غض بصره عن محارم الله ، أرقى عبادة للغني إنفاق ماله ، أرقى عبادة للمرأة الحياء والتستر ، أرقى عبادة للفقير الصبر ، والتدبر ، أرقى عبادة للأمير العدل .
الآن يوجد شيء ثانٍ : أقامك بمقام وضعك في ظرف طارئ ، أبوك مريض أرقى عبادة العناية بالأب ، ابنك يريد أن يتزوج أرقى عناية أن تعاونه ، عندك هوية وظرف، فإذا أقمت مقامك بشكل متقن فهذه عبادة ، وإذا استعملت الظرف بشكل متقن هذه عبادة أيضاً، هذه العبادة المطلقة .
أنا أضرب مثلاً قريباً ، أم تستيقظ الساعة الثالثة بالليل ، وتصلي قيام الليل ، وتقرأ القرآن ، وتتهجد ، وعندها خمسة أولاد ، الساعة السادسة تعبت ، فذهبت إلى النوم ، و قبل أن تذهب قالت لأولادها : دبروا حالكم ، لبسوا ثياباً غير متقنة ، لم يأكلوا ، أخذوا معهم سندويش ، ذهبوا إلى المدرسة بوضع مذري ، بمقياس الشرع هذه الأم لو لم تصلِ قيام الليل ، واعتنت بأولادها لكانت أقرب إلى الله مما هي عليه ، لو لم تصلِ ، طبعاً الفرائض فرائض ، لو صلت الفجر فريضتها ، واعتنت بأولادها ، أطعمتهم ، وراقبت هندامهم ، وأوصتهم ، واعتنت بهم ، لكانت أقرب إلى الله من قيامها بالليل ، وإهمالها لأولادها .
وكل إنسان له عند الله هوية يجب أن يقيمها حق القيام ، لذلك :
(( أَحَبُّ النَّاسِ إِلى الله يوم القيامة وأدْنَاهُمْ منه مَجْلِسا : إمَامٌ عَادِلٌ ، وأَبغَضُ النَّاسِ إلى الله تعالى ، وأَبعدهم منه مجلساً : إمَامٌ جَائِرٌ )) .
[ أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري ] .
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيضاً :
(( أشد أهل النار عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً ، أو قتله نبي ، أو إمام جائر )) .
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن مسعود] .
أحياناً تجد موظفاً يضع لك ضريبة لم يأمره أحد بذلك ، من عنده ، ثمانمئة ألف لا يملك قرشاً منهم ، ماذا عملت معه و مع أسرته ؟ في حالات كثيرة تأتيه جلطة فيموت فوراً، لأن الضريبة فوق طاقته ، هو يستطيع أن يخففها ، يستطيع أن يفهم الأمر بشكل دقيق ، يوجد حساب دقيق ، إله عظيم ، سوف يحاسبك على أنفاسك ، وعلى خطراتك ، وعلى حركاتك وسكناتك ، إنسان تدمره وأنت لست مهتماً ؟ أحياناً كذب ، إنسان من أجل ألف ليرة صار له ثلاث سنوات ، أليست هذه جريمة ؟ قضية مدنية ، انتبه له ، انظر من يوجد عندك ، من نسيته ، هذا كله له حساب دقيق ، فإذا وصل أحدنا إلى منصب صغير ، أي منصب معلم مدرسة ، مدير ناحية ، أي منصب أمامه حساب طويل .
" من ولي أمر عشرة فلم ينصحهم ـ هناك عدة روايات ـ لم يرح رائحة الجنة "، أمر عشرة ، أي عريف ، لا يوجد أقل من عريف بالخدمة الإلزامية ، عندك عشرة أنفار لك حساب خاص .
(( أشد أهل النار عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً أو قتله نبي أو إمام جائر )) .
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن مسعود] .
(( مَنْ طَلَبَ قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَهُ ، فلَه الجنة ، وَمَنْ غَلَبَ جَورُه عَدلَه ، فله النار )) .
[ أخرجه أبو داود عن أبي هريرة ] .
قال له بالهاتف : يا بني الحق معك ، أنا مقتنع أن هذا البيت لكم ، لكن خصمك دفع لي ثلاثمئة ألف ، تدفع لي مثلهم حتى أحكم لك بالبيت ، أنا خطر في بالي هذا الإنسان لو عمل أي عمل آخر لكان يوم القيامة أشرف عند الله ، أنت قاض ! ما دمت مقتنعاً أن البيت له، كيف تقول له : دفع لي خصمك ثلاثمئة ألف ، ادفع لي مثلهم لأحكم لك ؟.
لذلك في آخر الزمان :
(( قاضيان في النار وقاض في الجنة )) .
[ أخرجه الحاكم عن بريدة بن الحصيب ] .
وفي تعبير للحديث : قاضيان إلى النار ، وقاضٍ إلى جهنم ، لم يعد هناك أحد ، فقضية أن يكون لك عمل معلق بالجماعة ، معلق بالأمة ، تحتاج إلى حساب شديد جداً .
(( دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ : ربطتها )) .
[أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر ] .
دقق ، لماذا هرة ؟ إذا كان هرة يقتضي الدخول إلى النار فكيف بغيرها ؟ حديث صحيح :
(( دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ : ربطتها ، فلم تُطْعِمها ، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض )) .
فأنت لك عمل صغير ، لا تبتعد ، إذا لم تعدل بين أولادك ضمن الأسرة دعك ضمن الأسرة ، إذا لم تعدل بين موظفيك ، إذا لم تعدل بين ابنتك وصهرك ، تأتي البنت وتتكلم على كيفها ، لا تكلف خاطرك تسأل صهرك ماذا فعلت لك ابنتي ؟ أبداً ، كل الحق على الصهر ، وابنتك صادقة ، فلم تكن عادلاً ، كنت ظالماً ، أنت الآن قاضٍ ، ولو لم تكن قاضياً ، لكنك الآن قاض ، فما سمعت الطرف الثاني .
قضية العدل ، لأن الله عادل ، وساعة عدل أفضل من عبادة ستين سنة ، ستون سنة عبادة قيام ليل وصيام نهار ، ساعة عدل واحدة ، اعدلوا بين أولادكم حتى في القبل ، اعدلوا بين زوجاتكم ، هذا الذي عنده زوجتين ، تجد إنساناً ظالماً ، واحدة جالسة بأرقى بيت ، وأحلى معاملة ، وكل الوقت معها ، وكل سفرة يأخذها معه ، والزوجة الثانية مهملة درجة عاشرة ، لا أكل ، ولا شرب ، ولا اهتمام ، ولا زيارة .
أنا أذكر مرة بنتاً زارت أباها في المصيف في العيد ، أعطاها خمسمئة ليرة ، وقال لها : لا تطيلي المكوث ـ لأن عنده زوجة ثانية ـ الزوجة الثانية سيأتي بناتها بعد حين، فقال لابنته : لا تطيلي المكوث هذه خمسمئة واذهبي ، أما الثانية فقدم الغداء لبناتها على أرقى مستوى ، هو يريد أن يرضي زوجته الجديدة ، إذا كان يريد أن يبقيها معه مع زوجها ستعمل له زوجته الجديدة مشكلة كبيرة .
ظلم ، دعنا بالأسر فقط ، ببيوتنا لا تبتعدوا ، ضمن البيت تجد بنتاً مظلومة ، أحياناً بنت يكون زوجها غنياً ، تجده محترماً ، والبنت الثانية زوجها أقل ، لا يهتموا بها ، ولا بأولادها ، هذا سلوك الآباء ، هناك حساب شديد ، يجب أن تراعي العدل بين بناتك، جاءت لعندك هذه عزمتها ، تعزم الثانية ، أما لهذه العزيمة و كيف حالك ؟ والله يعطيك العافية، و الثانية لا تنتبه لها إطلاقاً لأن زوجها فقير ، هناك أناس يفعلون هكذا ، فأنت ضمن الأسرة عندنا ظلم ، ضمن البيوت عندنا ظلم ، بين الصهر والبنت ، بين البنات ، بين الأولاد، تجد ابناً أخذ كل الثروة ، وعشرة أولاد لا يملكون ليرة !! لا يوجد عدل ، ولد بهلول يحابي أباه فيعطيه كل شيء ، وأخوته في ضائقة مادية .
فالعدل هو الذي يقربك من الله عز وجل ، ولو في القُبل ، أحياناً يكون في البيت ولدان ، أحدهما بشرته بيضاء و ذكي ، والثاني ليس سيئاً ، تجد الاهتمام بهذا ، والتقبيل ، والاحترام ، وتجد الثاني مهملاً ، يتعقد ، يصبح عنده مشكلة كبيرة .
كان رسول الله يضع على رجله اليمين أسامة بن زيد ، أسود أفطس ، وعلى رجله اليسار الحسن ، وكان يشبهه ، أزهر ، كان يضمهما ، ويقبلهما ويقول :
(( اللهم إني أحبهما فأحبهما )) .
[ الترمذي وابن حبان عن أسامة بن زيد ] .
أين مكانتك بالعدل ؟ حتى بالنظر ، تجد شخصاً يهتم بواحد ويهمل الثاني ، بجلسة، بمستوى ، الله يحاسبك ، عينك على واحد تهتم به دائماً ، وتهمل الثاني ، أنت بمنصب، أنت معلم ، مدرس ، عندك محل تجاري ، عندك ثمانية موظفين ، عندك معمل ، عندما تحابي واحداً على حساب واحد تقع في غضب الله عز وجل ، والأحاديث واضحة .
قال عليه الصلاة والسلام :
(( عرض علي أول ثلاثة يدخلون النار ، أمير مسلط ، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله ، وفقير فخور )) .
[أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة ] .
فقير فخور ، لا يوجد عنده شيء أبداً ، لكن عنده كبر لا يعلمه إلا الله .
(( أمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله وفقير فخور )) .
آخر حديث ، عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي :
(( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ من أمْر أُمَّتي شَيْئا ، فَشَقَّ عليهم ، فَاشْقُقْ عليه ، ومَنْ وَلِيَ منْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئا فَرَفَقَ بِهِم ، فَارفُق بهِ )) .
[ رواه مسلم عن عائشة] .
هؤلاء عباد الله عز وجل ، الكلام أوجهه لكل إنسان له منصب ، أب ترك خمسة أولاد أيتام ، ترك محلاً ، هذا المحل ضريبته نصف ثمنه ، ما معهم ليدفعوا المبلغ ، فباعوه ضريبة انتقاله كانت نصف ثمنه ، إذاً ذهب كله ، مشكلة ، هذا الذي يقيّم قيمة المحل يتحاسب، لم يأمره أحد أن يكون ظالماً ، لكن هذه من عنده ، من الصغير تبدأ ، فكل إنسان لا يفرح بنفسه ، أنا موظف مالية ، له حساب شديد إن كان ظالماً ، إنسان مات ترك خمسة أيتام ، ذهب المحل كله ، أين بقوا ؟ من أين يأكلون ؟ يقول لك : هكذا القانون لكن القانون مرن ، يمكن أن يكون بالتقييم في رحمة ، وهكذا .
فكل إنسان له عمل يمس مجموعة حتى لو ضمن بيته له حساب خاص عند الله .
و الحمد لله رب العالمين
عن أبي ذر رضي الله عنه :
(( قلتُ : يا رسولَ الله ، ألا تَسْتَعْملُني ؟ ـ أي عينّي في منصب ـ قال : فَضَرَبَ بيدهِ على مَنْكِبي ـ تحبباً ـ ثم قال : يا أبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعيفٌ ، وإِنَّها أمَانَةٌ ، وإنها يومَ القيامةِ خِزيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلا مَنْ أَخذَها بِحَقِّها ، وَأدَّى الَّذِي عليه فِيهَا )) .
[ رواه مسلم عن أبي ذر] .
أي عمل قيادي ولو على عشرة أشخاص مسؤولية كبيرة أمام الله يوم القيامة ، لعله قصر في حقهم ، لعله حاب بعضهم ، لعله غفل عن حقوقهم ، لعله ما أحسن قيادتهم ، لعله انحاز إلى بعضهم .
(( وإنها يومَ القيامةِ خِزيٌ وَنَدَامَةٌ )) .
الإنسان لو يعلم كم هو مسؤول لو ولي أمر عشرة ، بالخدمة الإلزامية عريف له حساب خاص ، كلما ارتفعت في منصب كلما كانت المسؤولية أكبر .
( سورة الصافات ) .
سيدنا عمر كتب كتاباً لأحد الولاة قال له : " خذ عهدك ، وانصرف إلى عملك ، واعلم أنك مصروف رأس سنتك ، وأنك تصير إلى أربع خلال ، أولاً : إن وجدناك أميناً ضعيفاً استبدلناك لضعفك ، وسلمتك من معرتنا أمانتك ، وإن وجدناك خائناً قوياً استهنَّا بقوتك، وأوجعنا ظهرك ، وأحسنَّا أدبك ، وإن جمعت الجرمين ـ الضعف والخيانة ـ جمعنا عليك المضرتين ، وإن وجدناك أميناً قوياً زدناك في عملك ، ورفعنا لك ذكرك ، و أوطأنا لك عقبك " ، أخذ من قوله تعالى :
( سورة القصص ) .
هذه واحدة ، فالإنسان لا يفرح بمنصب قيادي لأنه في حساب شديد ، والله لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها ، لِمَ لم تصلح لها الطريق يا عمر ؟ طبعاً المنصب القيادي له ميزات ، وعليه تبعات ، لو نظرت إلى تبعاته لزهدت في ميزاته ، لو نظرت إلى تبعاته ، وشدة المسؤولية ، والحساب الشديد ، لزهدت في ميزاته .
" من ولي أمر عشرة فلم يحسن ولايتهم لا يروح رائحة الجنة ".
طبعاً العدل أساس ، الحكمة أساس ، الرحمة أساس ، الإنفاق أساس ، الاهتمام ، التفقد .
حديث آخر : قال رسول صلى الله عليه وسلم :
(( ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهم : الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ـ لك عند الله دعوة مستجابة ـ والإِمَامُ العادلُ ، ودعوةُ المَظْلُومِ )) .
[أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة ] .
الإمام العادل له عند الله شأن كبير ، لأنه حقق العدل ، العدل هو الله ، فكل إنسان يقيم العدل يحقق هذا الكمال الإلهي ، يقرب الناس إلى الله ، وكل إنسان يفعل خلاف العدل يبعد الناس عن الله ، الله هو العدل .
الأحاديث دقيقة جداً منها :
(( يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة ، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين صباحاً )) .
[أخرجه الطبراني عن ابن عباس ] .
إذا كل يوم ثلاثين ميلي ضرب أربعين ، إذا إنسان مجرم أُعدم في ساحة عامة وكان عبرة للناس ، هذا الحد الذي يقام في مجتمع أفضل من مطر أربعين يوماً ، لأن فيه ردع للآخرين ، قال تعالى :
( سورة البقرة الآية : 179 ) .
أنا أذكر قصة عن سبعة أو ثمانية أشخاص ذهبوا إلى صائغ بالنبك ، أو بيبرود ، وأخذوه بالقوة ، وأخذوا منه الذهب ـ يقدر بستة عشر كيلو ـ ، وقتلوه ، في أقل من أسبوعين كشفوا وشنقوا كلهم ، بنفس ساحة يبرود .
إقامة العدل شيء مريح ، الناس ترتاح كثيراً ، هكذا يقول عليه الصلاة والسلام :
(( يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة ، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين صباحاً )) .
[أخرجه الطبراني عن ابن عباس ] .
هناك حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام :
(( أَحَبُّ النَّاسِ إِلى الله يوم القيامة وأدْنَاهُمْ منه مَجْلِساً : إمَامٌ عَادِلٌ ، وأَبغَضُ النَّاسِ إلى الله تعالى ، وأَبعدهم منه مجلساً : إمَامٌ جَائِرٌ )) .
[ أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري ] .
هناك نقطة مهمة ، نحن عندنا عبادة مقيدة ، وعندنا عبادة مطلقة ، العبادة المطلقة أفضل ، أنت من ؟ أنت إنسان بمنصب معين ، مدير ناحية ، عندك خمس قرى تحت إشرافك، ما هي عبادتك ؟ السهر على مصالح هؤلاء الناس ، إقامة العدل فيما بينهم ، الحرص على مصلحتهم ، الحرص على مصالحهم ، أنت من أنت ؟ أنت غني ، ما عبادتك ؟ إنفاق المال ، أنت من ؟ عالم ، ما عبادتك ؟ إلقاء العلم ، أنت من ؟ تحتل منصباً معيناً ، ما عبادتك ؟ إحقاق الحق ، أنت امرأة ما عبادتك ؟ رعاية زوجك وأولادك فقط ، هذه أرقى عبادة ، فكل إنسان له هوية ، مهندس ، طبيب ، معلم ، أنت معلم العناية بطلابك ، طبيب العناية بالمرضى ، الله أقامك طبيباً ، التقرب إلى الله بإتقان عملك ، وخدمة المسلمين ، الله أقامك معلماً العناية بالطلاب ، فأول عبادة أن تحقق المقام الذي أقامك الله به ، أن تتقن المقام الذي أقامك الله به .
لذلك قالوا : " العدل حسن لكن في الأمراء أحسن ، والسخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن ، والصبر حسن لكن في الفقراء أحسن ، والحياء حسن لكن في النساء أحسن ، والتوبة حسن لكن في الشباب أحسن ، والورع حسن لكن في العلماء أحسن " .
كل إنسان له هوية ، إمام ، عالم ، غني ، فقير ، شاب ، امرأة ، أرقى عبادة للشاب غض بصره عن محارم الله ، أرقى عبادة للغني إنفاق ماله ، أرقى عبادة للمرأة الحياء والتستر ، أرقى عبادة للفقير الصبر ، والتدبر ، أرقى عبادة للأمير العدل .
الآن يوجد شيء ثانٍ : أقامك بمقام وضعك في ظرف طارئ ، أبوك مريض أرقى عبادة العناية بالأب ، ابنك يريد أن يتزوج أرقى عناية أن تعاونه ، عندك هوية وظرف، فإذا أقمت مقامك بشكل متقن فهذه عبادة ، وإذا استعملت الظرف بشكل متقن هذه عبادة أيضاً، هذه العبادة المطلقة .
أنا أضرب مثلاً قريباً ، أم تستيقظ الساعة الثالثة بالليل ، وتصلي قيام الليل ، وتقرأ القرآن ، وتتهجد ، وعندها خمسة أولاد ، الساعة السادسة تعبت ، فذهبت إلى النوم ، و قبل أن تذهب قالت لأولادها : دبروا حالكم ، لبسوا ثياباً غير متقنة ، لم يأكلوا ، أخذوا معهم سندويش ، ذهبوا إلى المدرسة بوضع مذري ، بمقياس الشرع هذه الأم لو لم تصلِ قيام الليل ، واعتنت بأولادها لكانت أقرب إلى الله مما هي عليه ، لو لم تصلِ ، طبعاً الفرائض فرائض ، لو صلت الفجر فريضتها ، واعتنت بأولادها ، أطعمتهم ، وراقبت هندامهم ، وأوصتهم ، واعتنت بهم ، لكانت أقرب إلى الله من قيامها بالليل ، وإهمالها لأولادها .
وكل إنسان له عند الله هوية يجب أن يقيمها حق القيام ، لذلك :
(( أَحَبُّ النَّاسِ إِلى الله يوم القيامة وأدْنَاهُمْ منه مَجْلِسا : إمَامٌ عَادِلٌ ، وأَبغَضُ النَّاسِ إلى الله تعالى ، وأَبعدهم منه مجلساً : إمَامٌ جَائِرٌ )) .
[ أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري ] .
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيضاً :
(( أشد أهل النار عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً ، أو قتله نبي ، أو إمام جائر )) .
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن مسعود] .
أحياناً تجد موظفاً يضع لك ضريبة لم يأمره أحد بذلك ، من عنده ، ثمانمئة ألف لا يملك قرشاً منهم ، ماذا عملت معه و مع أسرته ؟ في حالات كثيرة تأتيه جلطة فيموت فوراً، لأن الضريبة فوق طاقته ، هو يستطيع أن يخففها ، يستطيع أن يفهم الأمر بشكل دقيق ، يوجد حساب دقيق ، إله عظيم ، سوف يحاسبك على أنفاسك ، وعلى خطراتك ، وعلى حركاتك وسكناتك ، إنسان تدمره وأنت لست مهتماً ؟ أحياناً كذب ، إنسان من أجل ألف ليرة صار له ثلاث سنوات ، أليست هذه جريمة ؟ قضية مدنية ، انتبه له ، انظر من يوجد عندك ، من نسيته ، هذا كله له حساب دقيق ، فإذا وصل أحدنا إلى منصب صغير ، أي منصب معلم مدرسة ، مدير ناحية ، أي منصب أمامه حساب طويل .
" من ولي أمر عشرة فلم ينصحهم ـ هناك عدة روايات ـ لم يرح رائحة الجنة "، أمر عشرة ، أي عريف ، لا يوجد أقل من عريف بالخدمة الإلزامية ، عندك عشرة أنفار لك حساب خاص .
(( أشد أهل النار عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً أو قتله نبي أو إمام جائر )) .
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن مسعود] .
(( مَنْ طَلَبَ قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَهُ ، فلَه الجنة ، وَمَنْ غَلَبَ جَورُه عَدلَه ، فله النار )) .
[ أخرجه أبو داود عن أبي هريرة ] .
قال له بالهاتف : يا بني الحق معك ، أنا مقتنع أن هذا البيت لكم ، لكن خصمك دفع لي ثلاثمئة ألف ، تدفع لي مثلهم حتى أحكم لك بالبيت ، أنا خطر في بالي هذا الإنسان لو عمل أي عمل آخر لكان يوم القيامة أشرف عند الله ، أنت قاض ! ما دمت مقتنعاً أن البيت له، كيف تقول له : دفع لي خصمك ثلاثمئة ألف ، ادفع لي مثلهم لأحكم لك ؟.
لذلك في آخر الزمان :
(( قاضيان في النار وقاض في الجنة )) .
[ أخرجه الحاكم عن بريدة بن الحصيب ] .
وفي تعبير للحديث : قاضيان إلى النار ، وقاضٍ إلى جهنم ، لم يعد هناك أحد ، فقضية أن يكون لك عمل معلق بالجماعة ، معلق بالأمة ، تحتاج إلى حساب شديد جداً .
(( دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ : ربطتها )) .
[أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر ] .
دقق ، لماذا هرة ؟ إذا كان هرة يقتضي الدخول إلى النار فكيف بغيرها ؟ حديث صحيح :
(( دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ : ربطتها ، فلم تُطْعِمها ، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض )) .
فأنت لك عمل صغير ، لا تبتعد ، إذا لم تعدل بين أولادك ضمن الأسرة دعك ضمن الأسرة ، إذا لم تعدل بين موظفيك ، إذا لم تعدل بين ابنتك وصهرك ، تأتي البنت وتتكلم على كيفها ، لا تكلف خاطرك تسأل صهرك ماذا فعلت لك ابنتي ؟ أبداً ، كل الحق على الصهر ، وابنتك صادقة ، فلم تكن عادلاً ، كنت ظالماً ، أنت الآن قاضٍ ، ولو لم تكن قاضياً ، لكنك الآن قاض ، فما سمعت الطرف الثاني .
قضية العدل ، لأن الله عادل ، وساعة عدل أفضل من عبادة ستين سنة ، ستون سنة عبادة قيام ليل وصيام نهار ، ساعة عدل واحدة ، اعدلوا بين أولادكم حتى في القبل ، اعدلوا بين زوجاتكم ، هذا الذي عنده زوجتين ، تجد إنساناً ظالماً ، واحدة جالسة بأرقى بيت ، وأحلى معاملة ، وكل الوقت معها ، وكل سفرة يأخذها معه ، والزوجة الثانية مهملة درجة عاشرة ، لا أكل ، ولا شرب ، ولا اهتمام ، ولا زيارة .
أنا أذكر مرة بنتاً زارت أباها في المصيف في العيد ، أعطاها خمسمئة ليرة ، وقال لها : لا تطيلي المكوث ـ لأن عنده زوجة ثانية ـ الزوجة الثانية سيأتي بناتها بعد حين، فقال لابنته : لا تطيلي المكوث هذه خمسمئة واذهبي ، أما الثانية فقدم الغداء لبناتها على أرقى مستوى ، هو يريد أن يرضي زوجته الجديدة ، إذا كان يريد أن يبقيها معه مع زوجها ستعمل له زوجته الجديدة مشكلة كبيرة .
ظلم ، دعنا بالأسر فقط ، ببيوتنا لا تبتعدوا ، ضمن البيت تجد بنتاً مظلومة ، أحياناً بنت يكون زوجها غنياً ، تجده محترماً ، والبنت الثانية زوجها أقل ، لا يهتموا بها ، ولا بأولادها ، هذا سلوك الآباء ، هناك حساب شديد ، يجب أن تراعي العدل بين بناتك، جاءت لعندك هذه عزمتها ، تعزم الثانية ، أما لهذه العزيمة و كيف حالك ؟ والله يعطيك العافية، و الثانية لا تنتبه لها إطلاقاً لأن زوجها فقير ، هناك أناس يفعلون هكذا ، فأنت ضمن الأسرة عندنا ظلم ، ضمن البيوت عندنا ظلم ، بين الصهر والبنت ، بين البنات ، بين الأولاد، تجد ابناً أخذ كل الثروة ، وعشرة أولاد لا يملكون ليرة !! لا يوجد عدل ، ولد بهلول يحابي أباه فيعطيه كل شيء ، وأخوته في ضائقة مادية .
فالعدل هو الذي يقربك من الله عز وجل ، ولو في القُبل ، أحياناً يكون في البيت ولدان ، أحدهما بشرته بيضاء و ذكي ، والثاني ليس سيئاً ، تجد الاهتمام بهذا ، والتقبيل ، والاحترام ، وتجد الثاني مهملاً ، يتعقد ، يصبح عنده مشكلة كبيرة .
كان رسول الله يضع على رجله اليمين أسامة بن زيد ، أسود أفطس ، وعلى رجله اليسار الحسن ، وكان يشبهه ، أزهر ، كان يضمهما ، ويقبلهما ويقول :
(( اللهم إني أحبهما فأحبهما )) .
[ الترمذي وابن حبان عن أسامة بن زيد ] .
أين مكانتك بالعدل ؟ حتى بالنظر ، تجد شخصاً يهتم بواحد ويهمل الثاني ، بجلسة، بمستوى ، الله يحاسبك ، عينك على واحد تهتم به دائماً ، وتهمل الثاني ، أنت بمنصب، أنت معلم ، مدرس ، عندك محل تجاري ، عندك ثمانية موظفين ، عندك معمل ، عندما تحابي واحداً على حساب واحد تقع في غضب الله عز وجل ، والأحاديث واضحة .
قال عليه الصلاة والسلام :
(( عرض علي أول ثلاثة يدخلون النار ، أمير مسلط ، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله ، وفقير فخور )) .
[أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة ] .
فقير فخور ، لا يوجد عنده شيء أبداً ، لكن عنده كبر لا يعلمه إلا الله .
(( أمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله وفقير فخور )) .
آخر حديث ، عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي :
(( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ من أمْر أُمَّتي شَيْئا ، فَشَقَّ عليهم ، فَاشْقُقْ عليه ، ومَنْ وَلِيَ منْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئا فَرَفَقَ بِهِم ، فَارفُق بهِ )) .
[ رواه مسلم عن عائشة] .
هؤلاء عباد الله عز وجل ، الكلام أوجهه لكل إنسان له منصب ، أب ترك خمسة أولاد أيتام ، ترك محلاً ، هذا المحل ضريبته نصف ثمنه ، ما معهم ليدفعوا المبلغ ، فباعوه ضريبة انتقاله كانت نصف ثمنه ، إذاً ذهب كله ، مشكلة ، هذا الذي يقيّم قيمة المحل يتحاسب، لم يأمره أحد أن يكون ظالماً ، لكن هذه من عنده ، من الصغير تبدأ ، فكل إنسان لا يفرح بنفسه ، أنا موظف مالية ، له حساب شديد إن كان ظالماً ، إنسان مات ترك خمسة أيتام ، ذهب المحل كله ، أين بقوا ؟ من أين يأكلون ؟ يقول لك : هكذا القانون لكن القانون مرن ، يمكن أن يكون بالتقييم في رحمة ، وهكذا .
فكل إنسان له عمل يمس مجموعة حتى لو ضمن بيته له حساب خاص عند الله .
و الحمد لله رب العالمين
about ... me- رئيس المنتدى
- عدد المساهمات : 123
نقاط : 1006855
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
العمر : 34
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى